الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«قرار الجولان».. ذخيرة حية لبنادق المتشددين

لم يكن عبثاً ولا خطأ مطبعياً نزع أمريكا صفة الاحتلال عن مرتفعات الجولان في تقريرها السنوي العالمي لحقوق الإنسان، الذي نشرته قبل نحو أسبوعين، فها هو الرئيس الأمريكي يؤكد هذا الأمر باعترافه رسمياً بسيادة إسرائيل على الهضبة.

التقرير ذاته نزع كذلك صفة الاحتلال عن الضفة الغربية وقطاع غزة، فهل نحن أمام قرارات جديدة للرئيس الأمريكي بخصوص أراضي الضفة وإتباعها لإسرائيل؟.. تساؤل بات مشروعاً بعد قرار ترامب بخصوص الجولان.

الرئيس الأمريكي، ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، مستمر في دعم بنيامين نتنياهو، لضمان فوزه بالانتخابات التي ستجرى في أبريل المقبل، في تدخل واضح لصالح نتنياهو، دون أدنى اعتبار لمصالح الدول العربية ومدى تأثرها بهذه القرارات.


فوضوية القرارات الأمريكية تضع حلفاء واشنطن في موقف لا يحسدون عليه، فكيف لعاقل أن يتحدث اليوم عن مفاوضات سلام، وعن رؤية متفائلة لإيجاد تسوية سلمية؟، وإدارة ترامب تدفع باتجاه دعم الجناح القائل: إن واشنطن وتل أبيب تتبادلان الأدوار ليس أكثر، وأن واشنطن لن تكون طرفاً محايداً في رعايتها لأي مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


واشنطن روجت منذ دخول ترامب البيت الأبيض لـ «صفقة القرن» التي ستنهي عقوداً من الصراع العربي الإسرائيلي، إلا أن قرارات الإدارة الأمريكية لا تبشر بخير، فمن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والتسليم بسيادة إسرائيل على الجولان، نقرأ الصفقة من عنوانها، فلا عودة للاجئين ولا دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وما ستحمله تلك الصفقة لن يتعدى «كانتونات» تسمح بحرية التنقل والتجارة، أي باختصار الحياة مقابل الأرض.

واشنطن اليوم تلعب بمستقبل المنطقة، وهي تضعف أصدقاءها ولا تقوّيهم، فعن أي استقرار تتحدث أمريكا؟، ولأي هزيمة لداعش تروج؟، ووزير خارجية أكبر دولة في العالم يرى أن الرب أرسل ترامب لحماية إسرائيل، وكأنه لم يدرك أن الشعوب لا تتنازل عن أراضيها وأوطانها لتحقيق نبوءات.

بكل بساطة، عندما أهدى ترامب القلم الذي وقّع به قرار سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان إلى بنيامين نتنياهو، يكون بذلك قد وضع طلقة في بندقية كل متطرف إرهابي، استخدم القضية الفلسطينية شماعة لتضليل الناس وتبرير إرهابه وتطرفه.