الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

اعترافات ترامب.. وصفقة القرن

أول ما خطر ببالي حين توالت الأخبار ترصد اعتراف دونالد ترامب بالجولان، كجزء من الأراضي الإسرائيلية، هو: أن الجولان أرض محتلة على أي حال من الأحوال، وتوجد بها مستوطنات إسرائيلية، فماذا سيغير اعترافه؟ فهذا لن يوقف العرب - والسوريين على وجه الخصوص- عن المطالبة بها.
ثم خطر ببالي موقف جيراننا الأعداء، الذين يتغنون بأنهم «محور المقاومة»، ماذا هم فاعلون؟ فَهِمنا أنهم لن يحرروا فلسطين، فباب التحرير مفتوح، لمن يريد أن يفعل ذلك، وفَهِمنا أن ما يروجون له مجرد شعارات، للاستهلاك الإعلامي، والاستقطاب المذهبي، والدليل أن هذه هي الجولان تضم رسمياً للخريطة الإسرائيلية، وهذا الجزء بالذات يعود لدولة حليفة جداً ومحورية في محور المقاومة، فأين إيران المتطاولة علينا، والمدعية التفوق في لعبة الأمم؟ ثم تذكرت أنه قبل أكثر من عام، أي في ديسمبر 2017، قرر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقام بالفعل في مارس 2018 بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتبعه في ذلك عدد من الدول البعيدة جغرافياً وسياسياً، فقادتني سلسلة الاعترافات هذه بشكل تلقائي إلى صفقة القرن.
صفقة القرن منذ أن تم تداولها على وسائل الإعلام العربية والعالمية، لم يذكر أي شيء عن تفاصيلها، خرج بها ترامب أول ما خرج، أثناء زيارته إلى تل أبيب في مؤتمر صحافي في شهر يوليو 2017، من دون تفاصيل، وكأنه يقول إن التفاصيل سوف ترونها ولن تسمعوها، وها هو ينفذها، تلك الصفقة التي لم يعلم بتفاصيلها أحد بعد.. لكن هل تعلمون أن تفاصيلها في فيلم سينمائي أمريكي يدعى «صفقة القرن»، عرض في 1983.