الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

هل مستقبل اللغة العربية في خطر؟

اختتمت مؤخراً أعمال المؤتمر العالمي حول «اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين: تحديات وحلول» المعقود مؤخراً في جامعة جواهر لال نهرو التي أنتسب لها، بمشاركة وطنية ودولية، وتناول المشاركون فيها أبرز التحديات التي تواجهها اللغة العربية في العصر الحاضر، ورسموا صورة قاتمة لحاضرها، فوصف البعض حالتها بحالة الاحتضار، وحكم الآخرون بموتها قريباً استناداً إلى آخر تقارير الأمم المتحدة بهذا الشأن، وتوافر تسعة شروط لانقراض لغة معينة بحسب اللغوي الشهير ديفيد كريستال في كتابه «موت اللغة» ومدى انطباقها على اللغة العربية.

أبرز المشاركون أهم التحديات التي تواجه اللغة العربية ومنها: إهمال أبنائها الكبير لها، وتقلص قاعدتها الديموغرافية، وطغيان اللهجات العامية على الفصحى، وشيوع الازدواجية اللغوية في العالم العربي كله، وفساد اللغة العربية من جراء كثرة استخدام الكلمات والمصطلحات الأجنبية، وتفشي الركاكة في لغة الإعلام وشيوع الأخطاء النحوية والصرفية بسبب قلة اعتناء كتابها بقواعد اللغة.

وذكرت إحدى المشاركات أن أهم أسباب انحسار اللغة العربية من المشهد الثقافي في العالم العربي هو اعتماد الإنجليزية على نطاق واسع، في الكليات والجامعات العربية لتعليم المواد كلها باستثناء مادتي اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ما نتج عنها ضعف الملكة اللغوية لدى الطلبة وانصرافهم عنها، هذا على عكس الماضي حيث كانت العربية وسيلة لتعليم المواد كلها، فكانت الملكة اللغوية تنشأ عند الطلبة تدريجياً وطبيعياً، أما الآن فثمة شبه انعدام للوعي الاجتماعي بأهمية اللغة العربية، كما أن سيطرة اللغة الإنجليزية على جميع مناحي الحياة، ولا سيما عند جيل الشباب المدمن على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي زادت الوضع خطورة.


اللغة هوية، وثقافة، وحضارة واللغة قوة، وقوة اللغة تكمن في قوة أبنائها، وفي زمن ليس ببعيد وسعت العربية جميع معارف العصر، فصارت من أغنى لغات العالم، وفي عصر العلم والتكنولوجيا والمعلوماتية اليوم تنتظر العربية ليصبح أبناؤها قادة العلم من جديد، كي يتمكنوا من إيجاد مسميات للمخترعات بدلاً من اضطرارهم للترجمة والتعريب.


وفي الهند على رغم هيمنة الإنجليزية في مناحي الحياة المختلفة، ثمة توجّه كبير للحفاظ على اللغات المحلية، وقد قامت الأفلام البوليوودية بحفظ اللغة الهندية ـ الأردية الكلاسيكية ونشرها، وعليه، يمكن للأفلام العربية ووسائل الترفيه العام في العالم العربي أن تقوم بدورها في الحفاظ على اللغة، علماً أنه لا هوية للعرب بدون العربية، لذا أحرى بهم العناية بحفظها ونشرها.