الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

متى نسير على درب «بيركار» أكراداً وعرباً؟

قبل أيام كنتُ في أربيل عاصمة الإقليم الكردي في العراق، هناك شهدت احتفالاً نظّمته جامعة صلاح الدين أكبر جامعات الإقليم، خُصّص لمنح شهادة الدكتوراه الفخرية لعالم كردي إيراني بريطاني، هو«كوجر بيركار» أستاذ في جامعة كيمبردج، وحائز على جائزة فيلدز أرفع جوائز علم الرياضيات على النطاق الدولي، ويطلق أيضاً عليها جائزة نوبل في الرياضيات، تمنح كل أربع سنوات، ويشترط أن يكون الحائزون عليها دون سن الأربعين، وتم منح الميدالية أول مرة عام 1936.

تحدّث العالم «كوجر بيركار» عن خروجه من إيران لاجئاً إلى بريطانيا قبل سنوات، بحثاً عن تحقيق حلمه في هذا العلم الصعب والمعقّد والأساسي في العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وهو ابن واقع بسيط في بلاده التي يخشى العودة إليها، وقد أصبح عمره الآن أربعين عاماً.

الفكرة الأساس التي أراد إيصالها في الاحتفال، هي: كيفية تبنِّى الدول المواهب النادرة للأطفال وطرق تنقلها إلى مستويات عالية من التميز العالمي، مشيراً إلى أنّ ذلك ممكناً ومتاحاً، إذا قررت الدول صنع ذلك، ودعا الإقليم الكردي العراقي إلى تبنِّي مبادرات رعاية المواهب.. وقال بيركار: «الربيع لا يكتمل بزهرة واحدة، عسى أن أكون قدوة لطلابنا».


تحدث بيركار أيضاً عن نيته فتح ورشات رياضيات في أربيل، ويريد أن يستنهض إمكانات الواقع في هذا العلم ليكون هناك منظومة علمية، وليست حالة واحدة منقطعة عن الواقع الذي يريد أن يبعث فيه الأمل والحياة، وهو معني بتعليم الكرد والأخذ بيد المتميزين منهم على نحو خاص، لا سيما بعد أن احتفت به القيادات السياسية الكردية، وعدّته أبرز محققي أحلام الكرد في تقديم صورة المبتكر والعالم والنابغة، بعيداً عمّا لحق باسم الكرد من جراء المعترك السياسي الساخن والمحظور في دول الشرق الأوسط.


على خلفية كل هذا نتساءل: كم من العلماء والنوابغ العرب الذين نالوا التكريم في الولايات المتحدة وأوروبا في مجالات نادرة، في حين تجاهلتهم بلدانهم قبل أن يشتهروا وبعد ذلك أيضاً، حيث لم يفكر كثير من الحكومات العربية في بناء جامعات ومراكز علمية استناداً إلى الكفاءات التي تسربت إلى الخارج في غفلة من الزمن، ولم تدق تلك الحكومات جرس الإعلان عن إنّه حان الأوان لإعادتها لتكون تلك الزهرة المشرقة التي تصنع ربيعاً.. فمتى يأتي الربيع العربي العلمي؟