الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

الاختلاف والتنوع.. شواهد من القرآن

يقول الحق ـ سبحانه وتعالى ـ في الآية رقم 48 من سورة (المائدة): {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}، وفي الآية رقم 118 من سورة (هود)، يقول ـ جل وعلا ـ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وفي الآية رقم 93 من سورة (النحل) يقول ـ عز من قائل ـ: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}؛ ويقول ـ جل جلاله ـ، في الآية رقم 92 من سورة (الأنبياء): {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، وفي الآية رقم 52 من سورة (المؤمنون)، يقول ـ عز شأنه ـ: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}؛ صدق الله العظيم..
الآيات السابقات، كانت محل تدبر حضور العلماء والدعاة في (المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية: «مخاطر التصنيف والإقصاء في أُفُقِ تَعْزيز مَفَاهيم الدَّولة الوطنية وقيمها المشتركة»)، الذي نظمته بمكة المكرمة، قبل مدة، (رابطة العالم الإسلامي)، وأحمد ربي ـ سبحانه وتعالى ـ أن كل من شارك اتفق على «أهمية إدراك أن الاختلاف، والتنوع، والتعددية سنة من سنن الله ـ عز جلاله ـ في خلقه، وأنه لا حَمل على الأديان، أو المذاهب، أو الأفكار بالإكراه، وأن ممارسات من يفعل ذلك؛ تُخطئ شرعا وعقلا.. وأن الاختلاف والتنوع يكون كذلك داخل الدين نفسه، كما في المذاهب الإسلامية وغيرها، وأن مبدأ المجافاة والتوجُّس من المخالف لا يرتد سلباً على الدين الآخر فقط، بل على داخل الدين نفسه..»..
أختم مقالي بالملخص الذي أراه مفيداً للوصول لحوار حضاري يستصحب محبة الخير للجميع، وهو التأكيد على «أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يحكم بين العباد يوم القيامة، ولا عصمة لأحد، بعد الأنبياء والمرسلين ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم ـ».