الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الصحافة الورقية والإلكترونية.. تعايُش أم تنافُس!

نتساءل لمَ الصحف الورقية إلى انحسار ولمَ قلَّت أهميتها ودورها الفاعل والريادي المؤثر والمفترض بالمشهد، ولمَ باتت ما تسمى صحافة الإنترنيت الأكثر اطلاعاً رغم حداثتها والمآخذ التي لا يمكن التغاضي عنها، ومن أهمها لا مجملها تسرعها بالنشر وعدم التحري والدقة وبث الشائعات والأخبار المقتبسة دون الإشارة للمصدر، هذا فضلاً عن فتحها الباب لعديمي الاختصاص، وسهولة إطلاقها وقلة تكاليفها التي بمقدار ما تحمل من مزايا إلا أنها تسببت بسيل من المواقع المكررة التي تعتمد النسخ واللصق بلا طابع خاص بها.

لكن ما ذُكر، وللأمانة، لا يعني انتفاء الفائدة من الصحافة والإعلام الإلكتروني، فالفكرة بحد ذاتها وإن أسيء استخدامها تعد تطويراً لمقام السلطة الخامسة وتوسيعاً لانتشارها وضامناً لبث الفكرة والرأي والمعلومة والحدث لحظة وقوعه ولأكبر شريحة ممكنة، كما أنها تتماشى مع روح العصر وتطوره التكنولوجي والاجتماعي وتخاطب جميع فئاته.

توأمتها مع الورقية مطلوب وذلك بتبادل للأدوار فيما بينها من جهة، وكلٌ حسب الوقت والفئة المستهدفة ونوعية الخبر والطرح، ومن ناحية أخرى تكون كالنافذة بمصراعين لنفس الإطار، فالصحيفة يجب ألا يقتصر وجودها على الورقي فقط، وإنما تكون بنسخة إلكترونية تتزامن مع الورقية يتم الاستثمار بها لتمكينها من أن تلعب دور المعادلة في أن تطغى علي التقليدية في الجوانب التي تثير اهتمام القارئ والباحث، وتلبية رغباته في المعلومة والخبر لحظة وقوعه ودن أن يبرح مكانه، فيما يجب أن تحافظ الورقية على المصداقية وتكرس الحيادية فهي لم تزل مصدر ثقة القارئ أكثر من الإلكترونية، ويجب عليها أن تتفرد بالتقارير الصحافية الحصرية وبالمشهد الثقافي والفكري، مع التوسع بالاستقصائية التي تكشف ما وراء الكواليس، وتستقطب كبار الكتاب والمختصين بمقالات وأبحاث رزينة وبناءة ومثيرة للاهتمام والتميز عن نظيرتها الإلكترونية، مع تدعيم الأخيرة لتحظى هي الأخرى بطابع متجدد ومتنوع لا مكرر وناقل للخبر بتحديثٍ مستمر.


مع الاستفادة من التفاعل الفوري مع الجمهور وإشراكه باستطلاعات الرأي والتعليق على المادة المنشورة، حينها سيزداد عدد مطالعيها الذين سيشكلون مصدر دخل من الاشتراكات الإلكترونية الرمزية التي ستروج لانتشارها،‏ فتحظى حينها بقاعدة إعلانية كبيرة ستشكل مصدر الدخل والربحية، التي ستمكن شقيها الورقي والإلكتروني من الاستمرار والتطور لتصل لأكبر عدد من القراء.