الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

وقفات في نهاية حقبة بوتفليقة

تسارعت الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية في الجزائر، مطالبة بالاستقالة، وتحقق ذلك، ثم اعتذار من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة .. بدا الأمر وكأنه صراع أجنحة، جناح من الاستخبارات والجيش الجزائري، وآخر مناقض لهما، وفي الأخير استجاب بوتفليقة للجيش حين طالبه بالتنحي، لنفاجأ بعد ذلك بنائب وزير الدفاع قائد الأركان، يتهم الفريق الذي عمل مع الرئيس سابقاً بالعصابة التي نهبت ثروة الشعب.

تنحّى بوتفليقة، واعتذر عن تقصيره، بعد أن جلس عشرين عاماً على كرسي الرئاسة، سبعة أعوام منها على كرسي متحرك، وهذه الأخيرة هي التي سببت الحراك الشعبي، فالرئيس يمثل الشعب، بل هو واجهته، فإن كان الرئيس مقعداً، فهذا يعني أن الشعب كاملاً مقعد من خلفه، ولأن هذا ليس حال الشعب الجزائري، لذا، ثار ضد من يسيّرون الأمور من خلف الستار.

أما بوتفليقة فسيظل رمزاً وبطلاً في التاريخ الجزائري، كما سيكتب التاريخ استثنائية سلمية الانتفاضة الجزائرية، ويقيدها نموذجاً يحتذى، لما يمكن أن أطلق عليه: تحول سلمي للسلطة، بحماية الجيش.


تدخل الجيش الجزائري وإجباره على تنحي الرئيس، يشبه مشهد الجيش المصري إبان ثورات الربيع العربي، وذلك حفاظاً على مفاصل الدولة، وحمايتها من الانفراط، والضعف والهشاشة، فمرحى للجيشين المصري والجزائري.


وللتوثيق، الجيش في «العالم المتقدم» رمز من رموز الدولة، وله وزنه في قلوب الشعوب، فلا يوجد شعب «صالح» ينتقد جيشه، وفي إسرائيل - عدوتنا الأولى - كل رئيس وزراء تقدم للمنصب أو شغره هو جنرال سابق في الجيش، إلا في الدول العربية، تضرب بعض الشعوب العربية في الجيش بالكلام، ويضربه الإرهابيون بالعمليات الدموية.

النقطة الأخيرة التي أود التوقف عندها، هي: تحذير موسكو من التدخل الخارجي في الجزائر، جاء ذلك مباشرة بمجرد أن رحبت الولايات المتحدة برحيل بوتفليقة، وكأنه بات معروفاً أن الترحيب الأمريكي بالتغيير، يعني بداية التدمير.