الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

الشباب الليبي .. ومستقبل السينما

تحفل الذاكرة السينمائية الليبية بعدد قليل من الأفلام نذكر منها على سبيل المثال: «الضوء الأخضر»، «تاقرفت»، «الشظية»، «معزوفة المطر»، «إلى من يهمه الأمر»، «أحلام صغيرة»، «الأجنحة»، «عندما يقسو القدر»، وورد في كتاب قصة الخيالة الليبية للمخرج الراحل محمد الفرجاني أن عدد دور العرض في ليبيا في الفترة من 1910 إلى 1990 وصل إلى 97 دار عرض، وقام الإيطاليون إبان الاحتلال ببناء 38 دار عرض حتى نهاية الثلاثينات، منها: دار عرض البولتياما ودار عرض البرينيتشى ببنغازي، وأصبحت 39 داراً في عام 1990، وفي وقتنا الحاضر ليس هناك أي دار عرض صالحة، وللأسف هذا التاريخ الجميل سقط ولم يبق منه إلا وثائق.

في عام 2011، بدأ الشباب الليبي يسعى إلى تقديم تجارب سينمائية، أذكر منها: «خارطة غريق»، «العشوائي»، و«جثة ناجي».. إلخ، بميزانيات بسيطة.

وفي مدينة بنغازي قامت مجموعة من الشباب بتأسيس مبادرة «بنغازي للصور»، هدفها بناء قاعدة سينمائية تكون انطلاقة لعصر جديد للشاشة الليبية، في ظل ما يعانيه القطاع من تهميش.


ويرى عضو هيئة التدريس بقسم المسرح والسينما بجامعة بنغازي نورالدين عمران: أن محاولات الشباب الليبي المتنوعة في إنتاج أفلام قصيرة بتقنيات وأجهزة مختلفة، هي محاولات جادة لتلمس حرفة صناعة الأفلام، وهي بالضرورة ستنتج صناع أفلام في المستقبل، كما أنها تمثل روافد مهمة للفن بشكل عام.


الكثير من المخرجين الكبار باتوا ينصحون الشباب باستخدام التكنولوجيا الحديثة المتاحة للجميع، والتي تمكنهم من تصوير فيلم قصير في كل أسبوع، ثم إدخاله مرحلة المونتاج ومن ثم عرضه على الأصدقاء للتعرف إلى مواطن القوة والضعف فيه، ما يتيح لهم إعادة المحاولة مراراً حتى يتمكنوا من تقديم تجربة ناضجة تقود صاحبها إلى عالم الاحتراف.

هذه محاولات تندرج ضمن ما يعرف بالتجارب السينمائية الجديدة التي أنتجت مخرجين كباراً، أمثال المخرج الأمريكي الشهير كونتين ترننتينو، حيث يحاول صناع الأفلام المستقلون في هوليوود إنتاج أعمالهم على نفقتهم الخاصة، وهو ما يوفر الحرية والحرفية لصناعها بالتراكم الكيفي والنوعي.

وعلى الرغم من الصعوبات المادية والافتقار إلى دور سينمائية مجهزة تسمح بتقديم عمل بجودة عالية تحقق مستوى جيداً من المشاهدة، إلا أن الجدية والتفاؤل مستمران في تقديم أفلام برؤى شبابية تقترب من الحياة الليبية، مع محاولة الاشتراك في المهرجانات العربية والعالمية، وعرض التجربة السينمائية.