الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

لأجل الإمارات.. نحن جنود في كل مكان

قد يعترضُ الشاب الباحث عن عمل على مقالاتي الأخيرة، وقد يلفتُ انتباهي إلى أن غلاء المعيشة وعاداتنا وتقاليدنا تُملي علينا نمطاً معيناً من الحياة بما في ذلك ضرورة العمل لساعات محدودة بُغيَة تكريس بعض الوقت للراحة وزيارة الأهل والترفيه عن النفس، كما قد يَلفت انتباهي إلى أن بعض الوظائف لا تليق بالمواطن الإماراتي أو الخليجي، وأن بيئة العمل السائدة داخل الشركات التي تُدار من قبل الأجانب أو الوافدين هي بيئة خانقة لا يُمكن تحملها لأسباب مختلفة.

ينبغي علينا جميعاً، ومن دون أن أستثني نفسي، أن نُحدق في المرآة ونعاينَ أنفسنا عن قرب، ونسأل: ما هي خياراتنا؟، وهل نحن مدركون أن أي قرار نتخذُه اليومَ سيُلغي مسالك ممكنة لمجرى حياتنا في المستقبل؟ بعضنا يفكرُ ويخططُ ويَقطع خطوةً واحدةً نحو الأمام، والبعضُ الآخرُ يفكرُ ويخططُ ويسير خطواتٍ عدةً نحو الأمام، وللأسف، هناك من لا يفكرُ بالمستقبل على الإطلاق.. وفي الحقيقة، يجب علينا جميعاً أن نفكرَ ونخططَ ونَتقدم خطواتٍ عدةً نحو الأمام إذا أردنا أن نقدمَ لدولتِنا الغالية ما تستحقه منا، كما يجب علينا أن نفكر بالتضحيات الواجب علينا تقديمها.

إذا كنا نعلم أن إخواننا وأخواتنا البواسل في القوات المسلحة يقدمون أغلى ما لديهم في سبيل الدفاع عن وطننا، ولا توجد تضحية أهم وأعظم من تضحيتهم من أجلنا، ومن أجل سلامة وأمن دولتنا، فلماذا لا نستطيع أن نضحي نحن بوقتنا وجهدنا من أجل بناء حياتنا على أرض وطننا وبهدف تعزيز مكتسبات دولتنا وزيادة صلابة ومتانة تنافسيتها الاقتصادية؟ أعتقد أننا مطالبون بالتضحية بوقتنا وطاقتنا، وقبل أن نفكر بالترفيه عن أنفسنا علينا أن نتذكر إخواننا وأخواتنا الذين يدافعون عن الوطن، فلا يمكن مقارنة ما نقدمه بتضحية جنودنا وإخلاصهم في مناطق الحرب والتوتر.


وأخيراً وليس آخراً، أقترح على الشاب أثناء رحلة بحثه عن عمل أو وظيفة أو منصب أن يتصور نفسه أنَّه جندي في ميدان التربية والتعليم أو جندي في ميدان البناء والعقار، أو جندي في ميدان التكنولوجيا أو جندي في القطاع الخاص بشكل عام، وبهذه الطريقة ستُظهر احترامك وتقديرك لأخلاقيات عمل جنودنا، وستشارك في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة في القرن الـ 21.