الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

هل تدرك أوروبا خطر العائدين إليها؟

مهما كانت التبريرات والإجراءات التي تعلنها دول أوروبية، فقد التحق عدد من مواطنيها بالقتال مع تنظيم داعش في سوريا والعراق، والصورة ليست نهائية ومقنعة أمام إحساس أوروبا بحجم المشكلة التي عليها مواجهتها من دون تسويف.

تتجلّى اليوم جوانب مرعبة من مشكلة التحاق الأوروبيين بتنظيم داعش، ورغبتهم الآن في العودة لبلدانهم.. الآلاف ذهبوا إلى سوريا والعراق، ومزّق معظمهم جوازات سفرهم هناك تحت سطوة الدعاية القوية، وقسم آخر ندِم بعد شهور من اطلاعه على حقيقة التنظيم الإرهابي وقرر العودة، لكن جوازاتهم كانت مصادرة من قياداتهم.

جميع استخبارات الدول الأوروبية تعمل ليل نهار من أجل معالجة ملف العائدين، وهذا الأسبوع تسربت وثائق فرنسية أمنية كشفت عن تفكير باريس بشكل جدي في استعادة الفرنسيين الملتحقين بداعش، ووزير الداخلية كريستوف كاستانير لم يستطع نفي تلك الوثائق لكنه قال: «من المنطقي أن تعد الأجهزة كل الفرضيات، وهذه واحدة من الفرضيات التي أعدتها الأجهزة»، وأضاف الوزير الفرنسي: «ليس هناك أي إعادة جماعية مطروحة للتنفيذ حالياً»، مؤكداً قرار إعادة الأطفال فقط و«كل حالة على حدة»..


ثمة خطر جديد يزحف نحو أوروبا تمثله موجة الإرهابيين العائدين، وقد تجلّى المشهد عن صور تثير القلق حقاً، حين رأى العالم نساء التنظيم الأوروبيات عائدات يحملن أطفالاً أنجبنهم من مقاتلين مجهولين أو معلومين قتلوا في المعارك.


هناك أوروبيون في التنظيم أصبحوا مقاتلين شرسين، وإنّ عقوبة السجن عشر سنوات التي تنتظرهم في بريطانيا، ربما لا تكفي لإعادة تأهليهم بعد قضائهم أربع سنوات في معسكرات القتل وغسل الأدمغة.

وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد قال في فبراير الماضي في مقال نشرته «ذي صنداي تايمز» :«إن على الحكومة سحب الجنسية البريطانية من الأشخاص الذين يشكلون خطراً»، وأكد أن بريطانيا قامت بذلك أكثر من مئة مرة حتى الآن، وقال حاسماً: «عند بحث الخطوات التي ينبغي القيام بها حالياً، عليّ التفكير بسلامة وأمن الأطفال الذين يعيشون في بلدنا».

ليس هناك أي مبرر لتتنصل أوروبا من مسؤولياتها في معالجة تداعيات التحاق مواطنيها بميدان القتال، ولا بدّ من وقفة شجاعة وعدم ترك تقدير الأمور لتنظيمات مثل (قوات سوريا الديمقراطية) المدعومة من واشنطن، التي تحتجز آلاف الدواعش من بينهم مئات الأوروبيين.