الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

تهديدات أمريكية لتركيا عبر الناتو

تتواصل التهديدات الأمريكية لتركيا في حال مواصلتها إتمام صفقة شراء الصواريخ الروسية أس 400، والتهديد الأخير جاء على لسان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في تصريح له خلال حدث خاص بحلف الأطلسي في واشنطن بقوله: «على تركيا أن تختار: هل تريد أن تظل شريكاً مهماً في أنجح تحالف عسكري بالتاريخ أم أنها تريد أن تهدد هذه الشراكة باتخاذ مثل هذه القرارات المتهورة التي تقوض تحالفنا؟»، وهذا التهديد هو الثاني في غضون أشهر قليلة، حيث كان التهديد الأول قبل أشهر، ويتعلق بعدم تسليم تركيا حصتها من طائرات أف 35 في حالة مواصلتها إتمام هذه الصفقة.

إن تهديد أمريكا لتركيا عبر الناتو يجعلها أمام خيار صعب، وما يزيد صعوبته أن تصريحات الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قد شجع تركيا على المواجهة مع أمريكا، فتصريح ينس قال فيه: «إن شراء تركيا العضو في الناتو لمنظومة أس 400 الروسية يعتبر قراراً وطنياً وسيادياً»، وكلا التصريحين، تصريح ينس وبنس جاء في المناسبة نفسها، وهي الذكرى الـ 70 لتأسيس حلف شمال الأطلسي عام 1949، فإذا أصرّت أمريكا على إخراج تركيا أو إضعاف مكانتها في الناتو، فإن ذلك قد يواجه باعتراضات من دول الناتو الأخرى، وهذا يعني أن أمريكا قد تنجح هذه المرة بإضعاف الناتو وربما الذهاب إلى تفكيكه.

فهل التهديد الأمريكي هو ضربة مشتركة لتركيا والناتو معاً، أم أن الناتو يتفادى ذلك بجعل المعركة بين أمريكا والناتو من جهة ضد تركيا من جهة أخرى؟ وذلك يعني أن المشروع الأمريكي إما أن ينجح بمنع تركيا من شراء الصواريخ الروسية أس 400، في حالة رغبتها في التمسك بالانتماء للناتو أو أن تنجح أمريكا بإحداث فتنة داخل الناتو وتركيا وأمريكا.


لقد ظهرت رغبات الرئيس ترامب على إنهاء حلف الناتو في أكثر من مناسبة سابقة، بما فيها الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى في باريس في منتصف أكتوبر الماضي، حيث طالب ترامب أعضاء الناتو بزيادة مدفوعاتهم المالية للناتو أو التهديد بانسحاب أمريكا من الناتو، ولما وافقت الدول على الشرط الأمريكي إذا بالرئيس دونالد ترامب يسعى لافتعال مشكلة مع أعضاء الناتو بخصوص الصواريخ الروسية وتركيا، فهل ينجح ترامب في تفكيك الناتو بحجة الصواريخ الروسية مع تركيا، أم يتمكن الأعضاء الآخرون في الناتو من إعادة البحث بتأسيس جيش خاص بأوروبا بعيداً عن أمريكا؟.