الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

هل أنت مستهلك للمعلومات؟

شبكة المعلومات العالمية الإنترنت، وكما هو معروف تضخ في كل لحظة من يومنا الكثير من المعلومات على اختلافها، وهذا السيل لا يتوقف بل يتزايد، ونحن متلقون ومستقبلون ولا نملك المجال للتدقيق ولا حتى فضيلة التأكد، والمشكلة العظمى أن هناك معلومات تصلنا في غاية الخطورة، مثل وصفات طبية وعلاجات وتوصيات مزعومة من علماء في الطب لاستخدام الدواء الفلاني ونحوها من الترويج الكاذب، والمريض تجذبه كل بارقة أمل ويتوجه نحوها بكل جوارحه. وتجد للشائعات والأخبار الكاذبة والدجل ميدانا واسعاً على شبكة الإنترنت، والأمر يتجاوز الكلمات والمعلومات الخاطئة أو المضللة إلى مجالات أكثر حساسية لأن لها تماساً معنا جميعاً مثل المال والاقتصاد حيث نسمع قصصاً ونقرأ عن وقائع كان للخداع الكلمة العليا، مثل سرقات البطاقات الائتمانية وقرصنة الحسابات المصرفية ونحوها من الممارسات المخادعة الإجرامية، فضلاً عن هذا هناك الأكاذيب التي يروجها الأعداء، ولا تنس أن الإرهابيين وجدوا مكاناً خصباً على شبكة الإنترنت لبث سمومهم وتجنيد الأبرياء.. وهذا يوضح بما لا يجعل مجالاً للشك أن الإنترنت خطرة وتتزايد خطورتها يوما وراء الآخر، ومكمن الخطورة أنها جزء من حياتنا لا نكاد نستغني عنها، والذي يشكك في هذه الحاجة، عليه أن يترك هاتفه الذكي 24 ساعة، وسيشعر بأنه ليس في العالم أو منفصلاً عنه.

شبكة الإنترنت كما هو معروف قادت تطورات كبيرة تعيشها البشرية اليوم خصوصاً في مجالات تقنيات الاتصالات، وهي عملية مستمرة في تطورها، كما أنها ساهمت في تقريب الشعوب والمجتمعات بعضها من بعض، وكأنها في طريقها لإزالة الحواجز والحدود، بل إنها دفعت نحو الترجمات والاعتناء بالتطبيقات والبرامج التي تستهدف ترجمة مختلفة اللغات لتسهيل عملية التواصل بين الناس في كل مكان من الكرة الأرضية.

هناك جوانب إيجابية لهذه الشبكة لا يمكن تجاهلها ولا المرور عليها مرور الكرام.


والمهم من كل هذا الكم المعلوماتي، ومن وسط تحذيرات المتشائمين وتقبل المتفائلين، يبقى السؤال: أنت.. كيف هي رؤيتك لهذه الشبكة؟ وهل أنت فاعل في تغذيتها أم أنك مستهلك لها ولما تخضه من معلومات ولا أكثر؟


[email protected]