الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

التربية الأخلاقية.. والتميز الإماراتي

مهما ارتقت الدول وتطوّرت صناعياً واقتصادياً ومعمارياً وزراعياً، فإن أي تقصيرٍ في الأخلاق كفيل بأن يهدمها، مهما وصلت من الرفعة والعلو، وقد انشغل الفلاسفة بدراسة الأخلاق وتحديدها وتعريفها منذ أرسطو وأفلاطون وحتى عصرنا هذا، فهي ما يميز الإنسان، ومن خلالها يعيش في ظل علاقاتٍ مثالية متبادلة بين الأفراد والمجتمعات والشعوب، فما بالنا وقد أصبحنا في مجتمعٍ مفتوح تتداخل فيه الثقافات، وتنهمر فيه المعلومات في كل لحظة من كل صوب، وقد أصبحت العلاقات عابرة للحدود والقارات، وهنا لا بد من ترسيخ الهوية وزرع الأخلاق لتكون حصناً يحفظ أفراد المجتمع من الانزلاق فلا يصبحوا عرضة للتمزق والانهيار.
في عام 2016 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رؤيته في إدخال التربية الأخلاقية ضمن مناهج التعليم في مدارس دولة الإمارات، وبعد مرحلة تجريبية، ثم إدراج المادة في المقرر مع مطلع العام الدراسي 2017 - 2018 لجميع المدارس من جميع المراحل، ما فتح آفاقاً جديدة في مسيرة التعليم في دولة الإمارات.
مجتمع الإمارات بطبعه متمسك بالقيم الأخلاقية، إلا أن القائمين حريصون على تحصين شباب المستقبل ضد الطوارئ والتحديات التي قد تؤدي للتشويش عليهم إن وجدت ضعفاً، فالتربية الأخلاقية كفيلة بتعزيز روح الولاء والانتماء، إضافة لقيم التسامح والاحترام والمشاركة المجتمعية، وتقبل الآخر، كما تنمي روح المبادرة والتفاعل الإيجابي والمسؤولية، وهو مناخ يشجع على الإبداع والابتكار والطموح لدى الطلبة، إلى جانب حب العلم وإتقان العمل.. في هذه الأيام يتم تنفيذ التقييم الموحد لبرنامج التربية الوطنية، في بلدٍ اعتاد التميز.