الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حقيقة المشهد العراقي.. وواقع مشكلاته

يتداول العراقيون على مواقع التواصل العراقي أفكاراً وسجالات يتفق عليها بعضهم، ويختلف حولها البعض الآخر. السجالات تناقش أسئلة محددة مفادها: لماذا فعلها التونسيون والمصريون والجزائريون والسودانيون ولم يفعلها العراقيون؟!، ويقصدون قيام شعوب هذه البلدان بانتفاضات وثورات شعبية أدت إلى تغيير الأنظمة ورؤسائها وطواقم حكمها، بينما ينتفض أبناء العراق بين فترة وأخرى ضد الفساد والمحاصصة الطائفية وسيادة النفوذ الإيراني منذ سنوات، ولم يستطيعوا أن يغيروا في الأمر شيئاً.

العراقيون الذين يطرحون مثل هذه التساؤلات يلفون ويدورون حول المشكلة دون أن يدخلوا في صميمها، من غير أن يناقشوا الأسباب بواقعية وشفافية ومصارحة ذاتية، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك، كعادتهم، ويعلقون الأسباب على حبال غيرهم، متهمين الغرب، أمريكا خصوصاً، أو تركيا، أو بعض الدول العربية بالتسبب بوصول العراق إلى حافة الهاوية، مؤمنين ـ بإخلاص ـ بنظرية المؤامرة التي حاكها الآخرون ضدهم.

المشكلة ببساطة، وبوضوح هي لعنة الطائفية والتخلف باتباع أفكار ظلامية لمن يدعي أنه رجل دين ينتمي للإسلام سياسي بغيض ويتاجر بالدين وبالرموز المقدسة، والتشبث بإيران ومخططاتها الإجرامية التي نالت من البلد وأهله، وتقديم الطائفة والعشيرة وولي الفقيه الإيراني والفساد المالي على الوطن والشعب، يدعم هذه التوجهات حكام أغلبيتهم فاسدون، ولاؤهم لإيران، وصعود الميليشيات المسلحة الإجرامية المدعومة كلية من قبل الحرس الثوري الإيراني. يضاف إلى هذا وجود جيش مخترق من قبل الأحزاب الطائفية مزدحم بمن يطلق عليهم بـ «ضباط الدمج» وهم عناصر ميليشياوية تم دمجها بالقوات المسلحة بعد أن حل الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر عام 2003 الجيش العراقي والأجهزة الأمنية، فصار ولاء الجيش للأحزاب ولقيادات سياسية، لا يهمها الوطن والشعب بقدر اهتمامها برضا طهران وتكديس الأموال، وكلنا يعلم أنه بدون دعم الجيش لأي انتفاضة شعبية في عالمنا العربي فلن يتحقق أي إنجاز ملموس.


المصريون والتونسيون والسودانيون والجزائريون ينتمون لأوطانهم، وجيوشهم حرصت على دعم شعوبهم معبرة عن روحهم الوطنية.


إيران هي مشكلة العراق الأساسية، وهي حشرة الأرضة التي تأكل العراق وتقتل شعبه، ولو تمعنّا في الدول المنكوبة سياسياً واقتصادياً وأمنياً مثل: لبنان وسوريا واليمن، لاكتشفنا بسهولة أن وجود إيران في واجهة المشهد وراء مشاكلهم وخراب بلدانهم.