السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

العلاقة الإماراتية ــ السعودية .. وصناعة الأمل

التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بقصره في الرياض، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واستعرضا مستجدات الأحداث. لقد كان التعاون الإماراتي - السعودي صمام أمان للأمتين العربية والإسلامية، حيث أثبتت المحن والأزمات التي شهدتها المنطقة خلال الآونة الأخيرة نموذجاً استثنائياً للعلاقات المثالية المأمولة بين الأشقاء؛ فالتلاحم ضارب جذوره في عمق التاريخ.

العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين تأخذ كل يوم أبعاداً غير مسبوقة، ويواصل التحالف نموّه في ضميرنا الوطني والخليجي باعتباره قيمة وطنية عليا تتحكّم في سلوك الإنسان الخليجي، فالإحساس بوحدة المصير والانتماء إلى الخليج يربطان جميع المواطنين وهم يبنون مستقبلهم المشترك.

كما أصبحت هذه الشراكة الاستراتيجية سهاماً قويّة في أعناق المغرضين، والردّ على كل فاسد يريد أن يتلاعب بتأويل الشائعات ويتعسّف في دلالاتها لمصلحة مطامعه، لكن صوت الحق والعدل والحرية من جانب حكماء التحالف سيقف لهم بالمرصاد.

لقد وصلت الشراكة السعودية الإماراتية إلى مراحل غير مسبوقة من التنسيق والنضج السياسي، والحكمة في التعاطي مع الأحداث الجسام، في ظل مناخنا العربي الذي تحيطه القلاقل، وتتناوبه رياح التغيير، وكان لا بد من أيقونة عربية تقدم أنموذجاً يحمل الأمل لشعوب المنطقة، ليجعل من الإرادة الشعبية بين الشعبين أكثر تماسكاً وداعماً للقرارات الرشيدة، ما انعكس بشكل إيجابي على الوطن من حيث الأمن والأمان في ظل طفرة المتغيرات العالمية.

فكانت الشراكة التاريخية بين السعودية ـ والإمارات التي تم تأصيلها بروابط الدَّم والإرث والمصير المشترك قبل أن تتوحد المواقف والشراكة بين البلدين، وزادته وهجاً المواقف النبيلة لقادة البلدين، إصرارهما على التشبث بقيمهما الأصيلة، فالمواقف الثابتة تجاه الأحداث ضبطت موازين الخلل في جملة من القضايا الداخلية، أيضاً يقوض الأطماع الخارجية التي نالت من أمن واستقرار شعوب المنطقة، وإبطال كل الأجندات المشبوهة والمحرضة - إيران وقطر - وتفويت الفرص على المتربصين لجعل اليمن وطناً مستباحاً للنيل من الأمن الخليجي والعربي.

والأحداث الأخيرة أضافت بُعداً جديداً للمشروع السعودي الإماراتي المشترك من خلال تحقيق طموح الشعوب العربية نحو الازدهار والتقدم التنموي، ما ترجم حالـة السلام والطمـأنينـة التي يسـتشعـرها الإخوة في العروبة عـلى حياتهم؛ لأننا أمام تحالف إماراتي سعودي استطاع بمهارة أن يصبح بكل فخر واحداً من صُنّاع الحياة.