الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

انتبه.. هناك تسريب في «الويكي»

«الويكي».. مفردة متعددة الاستخدام والاصطلاحات، وأساسها الدارج في اللغة الإنجليزية الشعبية يأتي بمعنى «التعاونية» أو «التشاركية» في التنقل والنقل.

في قاموس المصطلحات المعلوماتي الحديث، أصبحت كلمة «ويكي» مختصراً يشير إلى موسوعة الإنترنت الشهيرة «ويكيبيديا»، وهي بذاتها مختصر لـ «الويكي» بمعنى «التعاونية»، والبيديا التي اختصرت مفردة «إنسكلوبيديا» وهذه معناها «الموسوعة»، ليصبح الموقع الشهير متعدد اللغات على الشبكة المعلوماتية معناه «الموسوعة التعاونية»! القصد من كل ما سبق ذكره بيان حجم تلك الثورة المعلوماتية التي عصفت بالعالم كله، لتصبح المعلومة تعاونية مشتركة بين الأفراد، يعمل أحدهم على «بذرها» إلكترونياً، ويقوم آخر من جهة أخرى على الكوكب بالبناء عليها بمعلومات إضافية، وآخرون لا تجمعهم معرفة ولا جغرافيا ولا هوية يقومون بتحريرها وتصحيحها أو الزيادة عليها.

في الماضي، على ما أذكر ويذكر كثيرون غيري، كان حلم أي شخص يحب القراءة، أن يمتلك تلك الموسوعات المعرفية الضخمة، والتي كانت تزداد حجماً وعدداً بأجزائها كل عام، وكان التباهي بالمكتبات الشخصية يعتمد على امتلاك أنواع مختلفة من تلك الموسوعات ربما كان أشهرها موسوعة المعارف البريطانية! واليوم، ومع ثورة المعلومات والإنترنت، نجد كل المجلدات الفاخرة والمطبوعة أغلفتها بماء الذهب قد ذهبت إلى متحف الذكريات.


اليوم، المعلومة متاحة، ومباحة، ومستباحة من الجميع، سواء كانت بحجم صغير لا يتجاوز كلمات أو حجم كبير يتعدى المجلدات، أو كانت على صيغة صورة أو صوت أو وثيقة مكتوبة أو مطبوعة، وفكرة التشاركية على الإنترنت جعلتها دوارة سهلة الطلب والحيازة.


فكرة التشاركية، على طريقة «الويكي» كانت الأساس لتفريخ مواقع تشاركية عديدة على الشبكة المعلوماتية، ومن آخرها الفكرة الشيطانية لمجموعة ناشطين يتوزعون على قارات الأرض، أغلبهم ناشطون سياسيون وصحافيون اتفقوا واجتمعوا على نشر أي وثائق (حقيقية أو مزيفة) يتم تسريبها من أي جهة بدون ذكر المصدر حفاظاً على أمنه، فلا متّهم بالتحديد أو التعيين يمكن ضبطه.

من هنا، بدأت فكرة تعاونية التسريب، أو «الويكي ليكس»، وهي فكرة معلوماتية بامتياز، تعطي المعنى الحقيقي لفكرة الثورة المعلوماتية، والتي جعلت العالم قرية صغيرة كما قالوا! في المحصلة، فإن المعلومة التي كانت ذات قيمة قبل ثورة الإنترنت، وقيمتها آنذاك تعتمد على ندرتها والمجهود المبذول للحصول عليها مثل البحث عن الماس، صارت اليوم بلا قيمة حقيقية فالمعلومات مثل التراب، منثورة في هذا الفضاء، كثبان من رمال متحركة، وأنت وحظك مع أي انزلاق في تلك الرمال.