الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الألحان الوردية

(كونج، شنج، كيو) أو (فا، صول، لا)، هكذا بدأت النوتة الصينية الأولى، وكانت آنذاك لا تحتوي إلا على (خمسة) 5 سلالم موسيقية تبحث عن الأكثر فالأكثر، ولهذا تطورت وتكاثرت إلى العدد (سبعة) 7 بصورته الحالية ولا أكثر.
في ذلك الوقت، وبين الحب والمقت، كتبت ملامح هذه السطور وشُرح المعنى المسطور، فسُميّ الصوت الأول (كونج) ومعناه بلغة الصينيين الإمبراطور، ولكنه الآن يرمز إلى مفتاح السلم (فا) المعروف والمشهور، بينما حمل الصوت الثاني اسم (شنج) وهو يعني بلغتهم رئيس الوزارة، ليقابل نوتة (صول) وفقاً لحسن الإدارة، كما شاء مجرى العبارة، ثم جاء الصوت الثالث (كيو) بمعنى الرعية، ليمثل المدرج (لا) بصورة واضحة وقطعية، أما الصوت الرابع فسموه (تشي) أي شؤون الدولة، وهو يدل على علامة (دو) المنتصرة في هذه الجولة، لينتهي الصوت الخامس باسم (يو) وترجمته اللغة العربية إلى مرآة العالم، مشيراً إلى صوت المفتاح (ري) بكل المعالم، ثم استمر الحال كذلك حتى ظهور المدعو (ينكونغ) تحت مظلة المصطلح الموسيقي الثالث (مي)، ليصعد فوق السطر السادس مثل البطل الخارق والسامي، في حين أضيف الصوت (بنتشي) في المرحلة السابعة والأخيرة، ومن دون استشارة الأرواح المُستخيرة، وكأنه الطلقة اليتيمة المتبقية في الذخيرة، باعتبار أنه في كل تأخيرة تحل الخيرة، فانطلق تحت رعاية العلامة المتميزة (سي)، ليكتمل هذا الشكل السباعي الهندسي، بالأسلوب الفني والتفاعل الحسي، لصياغة موسيقى تحفز العامل النفسي، وهكذا إلى أن أصبحت (تشي، يو، ينكونغ، كونغ، شنج، كيو، بنتشي)، هي نفسها (دو، ري، مي، فا، صول، لا، سي).
من المؤكد أن هذا التطور الموسيقي الكبير في بلاد الصين، قد استغرق العشرات، بل المئات من السنين، وكل ذلك في سبيل الوصول إلى الأصوات السبعة بنجاح، ولتحقيق جميع «الألحان الوردية» بالجهد والكفاح.