الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إلى متى سيحصدنا الإرهاب؟

سلسلة تفجيرات إرهابية حصدت أرواح كثير من الأبرياء في سريلانكا، نفَّذها الانتحاريون من جماعة التوحيد الوطنية السريلانكية المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي بحسب المعلومات الواردة.. المكان هو الكنيسة المقدسة، والمناسبة هي عيد الفصح المبارك.

بلغت الحادثة من الهمجية مستوى اقشعرت له الأبدان، وتندّى له جبين الإنسانية؛ نفّذها الإرهابيون باسم الدين الإسلامي الحنيف الذي أعلن أنه «من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».

ومع كل حادثة إرهابية تُنفذ باسم الدين يحس المرء بأن شيئاً ما بداخله قد مات، وبأن البشرية أوشكت على الاحتضار.


حقيقة، يعجز المرء عن إدراك سبب تفجير بعض الناس ذواتهم ليقتلوا أبرياء لا علاقة لهم بـ «الجريمة» المزعومة التي ينتقمون لأجلها، فما علاقة ضحايا الحادث في سريلانكا بحادثة إطلاق نار عشوائي على يد إرهابي في نيوزيلندا؟، وأي شريعة تجيز إراقة دماء الأبرياء؟، إذا ما صدقنا تصريحات بعض كبار المسؤولين في سريلانكا من أن الحادثة قد تكون عملية انتقامية لمقتل المسلمين في نيوزيلاندا.


إن هؤلاء الإرهابيين هم أعداء الإسلام في الدرجة الأولى، وإنهم يؤذون المسلمين قبل أن يؤذوا الآخرين، ويعملون على تشويه صورة الإسلام النقية والطاهرة؛ فالإسلام دين الرحمة والمحبة والسلام والإخاء البشري، وهو دين يأمر أتباعه بالمعاملة بالرحمة حتى مع الحيوانات، فكيف به أن يجيز قتل الأبرياء؟.

من أعظم مفارقات العصر الحاضر أن حوادث العنف والقتل تُرتكبُ باسم ديانة هي أكثر الديانات دعوة إلى الرحمة والمحبة والسلم والعدل والبر في المجتمع، ويدفع ذلك البعضَ من أصحاب الذهنية المريضة إلى القول: إنه «ليس كل المسلمين إرهابيين ولكن معظم الإرهابيين مسلمون».

هذا وهناك الكثير ممن يؤمنون بأن هذه التنظيمات الإرهابية مدعومة من الجهات المعادية للإسلام، إذ لا يمكنها الحصول على عدتها وعتادها من دون دعمها الواضح أو المستتر، ولن يستفيد من هذه الحوادث إلا من يتربصون بالإسلام كيداً وسوءاً.

هذه الحوادث الإرهابية تزيد الوضع سوءاً للأقليات المسلمة، فبحسب التقارير بدأ المسلمون في سريلانكا - الذين يشكلون نحو عشرة في المئة من السكان ويعيشون في جو سلمي آمن - يخشون على أرواحهم وممتلكاتهم، وبدأت آثارها تُحسُّ في الهند المجاورة، حيث الانتخابات العامة جارية.

الحقيقة الكبرى هي أن المسلمين أنفسهم أكبر ضحايا الإرهاب، لذا ندين الإرهاب بجميع أشكاله وصوره ونناشد العالم والمجتمع العالمي العمل على استئصاله من جذوره.