السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الشارقة عاصمة دولية للكتاب

كان يوم الـ 23 من أبريل عام 2019، الموافق الـ 18 من شعبان عام 1440 هجري، موعد الشارقة مع استحقاق جميل ولقب جديد يضاف لألقابها السابقة، واللقب الجديد هو العاصمة الدولية للكتاب، حيث حصلت عليه من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).

فالشارقة تحتفي بالكتاب على طريقتها، باعتباره مكوّناً رئيساً للتنمية المستدامة، فلا تنمية من دون كتاب لأن الكتاب يحوي الأفكار والإبداعات والأحاسيس، عوضاً عن أنه السمير والأنيس والرفيق والمنجد.

المكتبة الأولى في الشارقة تأسست مطلع القرن العشرين، كان ذلك عام 1924 على يد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، رحمه الله، حاكم الشارقة آنذاك، أسسها في حصن الشارقة ثم أسس مكتبة أخرى في البيت الغربي، لكن بعض الشواهد ظهرت مؤخراً تدل على أن أول مكتبة في الشارقة ظهرت في القرن التاسع عشر، ونحن بانتظار أن تظهر تلك المعلومات بشكل رسمي في القريب العاجل إن شاء الله.


أما الصحيفة الإماراتية الأولى (صوت العصافير)، والتي كانت صحيفة حائطية، فقد أسسها الأديب إبراهيم بن محمد المدفع في مجلسه الكائن في فريج السوق بحيّ الغرب في الشارقة، وكانت نبراساً وشعلة قادت عمليات النشر في هذا الوطن الحبيب.


من ناحية أخرى فإن المنتدى، ذلك التجمع الثقافي والاجتماعي والقومي الأول، تأسس في الشارقة على يد حميد الكندي عام 1929، وكان مصدر تنوير وتثقيف، ما حدا بالإنجليز المستعمرين في ذلك الوقت إلى غلقه وحجب صوته عن المجتمع.

وفي مطلع القرن كذلك تأسس في الشارقة أول حانوت للخط العربي، أسسه الشاعر أحمد بوسنيده، فكان من طلاب ذلك الحانوت مشاهير إماراتيون أمثال: الشيخ سلطان بن صقر القاسمي (الشاعر والأديب)، والشاعر الفكاهي راشد بن طنّاف، وغيرهما، ما حدا بالشارقة إلى تأسيس ساحة للخطاطين ومتحف للخط العربي على مقربة من ذلك الحانوت الأول.

الشارقة اليوم لوحة جميلة يفوح منها شذى الكتاب، وترتسم فيها خطوط الثقافة، والفكر النيّر الهادف، بقيادة وتخطيط صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مستعيدة مجدها القديم، متوشحة أغلى الأثواب، ثوب العلم والثقافة والابتكار والتعليم.