السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«نعم للعمل».. ومهن المستقبل الإماراتية

في الدول الغربية تدفع العائلات أبناءها في سن 16 عاماً للعمل بعد المدرسة والإجازات في المطاعم والمحلات التجارية من أجل توفير احتياجاتهم أو توفير مصاريف الجامعة، وكنا نسخر من تهرب الوالدين في الغرب من مسؤولية الإنفاق على أبنائهم حتى ينهوا مرحلة الدراسة الجامعية.

سألت رجل أعمال عن سر نجاحه السريع، فقال: كنت منذ الصغر أذهب صباحاً إلى المدرسة، وأعمل عند والدي في الدكان عصراً، ولا شك في أن هذا مكّنه من صقل خبرته وتجربته الحياتية، وأعتقد أن هذا ينطبق على عدد غير قليل من أبناء جيل السبعينات والثمانينات في الإمارات، حيث كان مراهقون كُثر يقضون وقت فراغهم وإجازاتهم الدراسية مع أولياء أمورهم في الصيد أو في المزارع أو في العزب وتربية المواشي.

اليوم، بحكم الخبرة والتعامل مع متغيرات المجتمعات الأخرى، وجدت أننا نحن من كان مخطئاً في نظرتنا للغرب، فالشباب في الوقت الحالي يعاني من سلبيات الرفاهية كالفراغ وعدم تحمل المسؤولية، فلا يعلم الشباب اليوم عن أمور منازلهم، وكيفية إدارتها وصيانتها، فما بالكم بمساعدة والديهم في الأعمال الأخرى، ولولا توجيهات القيادة الحكيمة ـ بمشيئة الله وتوقيفه ـ بإنشاء برنامج «الخدمة الوطنية»، والذي أنقذ الأبناء من آفات الرفاهية وإهمال بعض الوالدين، لوجدت تشوهات في شخصيات كثير من هؤلاء المراهقين، وبالتأكيد كان سينعكس ضررهم مستقبلاً على المجتمع.


استوقفتني منذ فترة «مبادرة وطنية لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني» ـ واعتبره شخصياً بوابة شبابنا للدخول إلى مهن المستقبل ـ حيث تعد هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى الدولة، حيث حملت عنوان «نعم للعمل» وتهدف إلى انخراط الشباب الإماراتي في العمل لصالح المؤسسات الكبرى في القطاع الخاص، حيث يوفر البرنامج تدريباً عملياً للشباب من الجنسين أثناء الإجازة الدراسية، بهدف تنمية مهاراتهم ومنحهم فرصة لاكتشاف مهارات جديدة، وتعزيز ثقافة العمل في القطاع الخاص.


بجانب ذلك هناك كثير من المؤسسات والجامعات وضعت ضمن شروط الالتحاق بها أن يكون الطالب قد قام بعدد ساعات معينه من أعمال التطوع، وقد تعتبر هذه المبادرة ضمن متطلبات الدخول إلى الجامعة أو إلى ميدان العمل الفعلي، بدل «الهياته ولعب الببجي».