الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

هل تشكلنا الحرب من جديد؟

كيف تعيد الحرب تعريف حياة الناس؟ وكيف تترك آثارها في نفوسهم؟ وكيف تغير طريقة تعاملنا مع الحياة؟.. هذه الأسئلة وغيرها وكذلك إجاباتها المتعدد والمتباينة، تنتهي بنا إلى القول: الحرب تجربة قاسية ومختلفة، تقف الكلمات عاجزة عن وصف تجربتها العامة المشتركة، والأخرى الخاصة بكل فرد، وما تحمله من شعور دائم من فقدان النفس، أو عزيز في اللحظة التالية، وفي تجربتنا الليبية الراهنة الحرب نعيش قساوتها ومرارتها وهولها بشكل يومي.

حرب تخلد بالأغاني ليست تلك التي نشاهدها على شاشة التلفاز في حشد الهمم، ولكن أن تذهب أغاني الأفراح نحو وصف كامل لساحة القتال، فقد تتضمن الأغنية اسم قائد عسكري يصبح في الأغنية فارس أحلام الفتيات الصغيرات، وقد تتعرف إلى الأماكن التي شهدت النزاع، حيث يبدو أن البشر قادرون على تحويل الأزمات الصعبة إلى فعل سخرية وتهكم.

وفي عام 2011، أقام النحَّات الرَّاحل علي الوكواك معرضاً دائماً لمخلفات الحرب الليبية.. مقره قصر المنار (قصر تم بناؤه في عهد الاستعمار الإيطالي في مدينة بنغازي، ليكون مقراً للولاة الإيطاليين)، حيث استطاع الوكواك تطويع الذخيرة والقنابل والصواريخ المستعملة بتحويلها إلى منحوتات وأعمال فنية جسدت سيرة الجندي المجهول.


إن تحويل الذخيرة إلى أشكال فنية استخدم فيها نحو عشرة آلاف قطعة أفضل رد على بشاعة الحرب، وما صاحب ذلك من مآسٍ إنسانية، كنزوح الأهالي من المناطق المشتعلة بالقتال ولعل منحوتته «النازحين» تجسد هذا.


كما أنجز التشكيلي محمد بن لأمين نصباً فنياً زجاجياً على شكل كلمة «NO» وهو عبارة عن تجميع بنادق اللعب لتلاميذ الصف الثالث والرابع في مدينة مصراته، والتي فاق عددها 11 ألف قطعة.

تشكلنا الحرب بل وتعيد تشكيل حياة جديدة لنا وإلا فما معنى أن يتم طبخ أصناف مختلفة من الطعام على الفحم والحطب في القرن الواحد والعشرين في ظل نقص أنابيب الغاز.. هذا ما فعلته النساء الليبيات.

في الحرب، هذه التجربة القاسية، قد تجعل منك إنساناً أكثر نضجاً، وفي الحروب ينهار كل شيء ويُبْنى كل شيء بعدها، وهنا المفارقة.. في الحروب انهزمت أفكار وأيديولوجيات، وتمكّنت أخرى من فرض نفسها كشكل جديد للعالم.