الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«صفقة القرن».. رفضٌ رغم الإغراءات

لا تزال خطة السلام في الشرق الأوسط التي أسماها كثير من السياسيين والمتابعين في العالم بـ«صفقة القرن» تقلق الكثيرين، خصوصاً في مصر والأردن، حيث أشارت التسريبات إلى احتمال توطين ملايين من فلسطيني غزة في شبه جزيرة سيناء المصرية، وأجزاء من صحراء النقب الأردنية.

وهي الأمور التي نفتها الإدارة الأمريكية أخيراً، عندما ذكر جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، وأحد القائمين على إعداد خطة السلام تلك، أن الأنباء حول أن «صفقة القرن تتضمن تسليم جزء من أراضي شبه جزيرة سيناء المصرية إلى غزة غير صحيح بالمرة، كما أن الأردن حليف قوي للولايات المتحدة، ولا صحة لشائعات أن رؤيتنا للسلام تتضمن اتحاداً بين الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، أو أن هذه الرؤية تسعى إلى أن يكون الأردن وطناً للفلسطينيين». المسؤول الأمريكي اختتم تصريحاته التي ذكرها عبر تويتر الأسبوع الماضي قائلاً «من فضلكم لا تنشروا الشائعات».

الوضع حول ما تسمى بـ«صفقة القرن» يشهد مزيداً من التعقيد إذ وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ـ قبيل الانتخابات التي نظمت الشهر الماضي ـ بفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية.


وكانت السلطة الفلسطينية قد أعربت عن رفضها المبدئي للتسوية المنتظرة، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها من تل أبيب، والتسريبات الأخرى التي ذكرت نقل عاصمة فلسطين إلى أبوديس.


بالتأكيد لن نتبنى ما يشاع من تسريبات، كما أننا لن نصدق بنسبة كبيرة تصريحات الأمريكان، لسابق معرفتنا بهم، لكن الأكيد أن مصر بقياداتها الحالية تنطلق وفق ثوابت أخلاقية أساسية رافضة لمبدأ تبادل الأراضي مع إسرائيل، ومن قبلها الرفض الكامل لفكرة التنازل عن أي أرض مصرية لحل أي نزاع.

لا شك أن الأيام المقبلة ستحمل الكثير من الأمور الواضحة، وعلينا الانتظار إلى ما بعد شهر رمضان، حسبما صرح بذلك جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه، والذي يعدُّ أكبر مهندسي «صفقة القرن»، لمنتدى لمجلة «تايم» من أن خطة السلام سيعلن عنها بعد شهر رمضان، وتحديداً في يونيو المقبل.