الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

التفكير الاستباقي .. وقيم التفاضل

الحكومة الاتحادية للدولة منذ نشأتها على يد المغفور لهم، بإذن الله، الآباء المؤسسين بقيادة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ دأبت على شق طريق متفرد في مناهج الإدارة، ثم تولَّى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، دفة القيادة، واشتد عضده بأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فكانت مرحلة جديدة من العطاء ومنحنى جديداً في العمل الحكومي.

اليوم، بإطلاق وزارة اللامستحيل نكون قد دخلنا في مرحلة ثالثة من التميز في منهجيات وآليات العمل الحكومي على المستوى العالمي، فضلاً عن المحلي والعربي.

من الجميل واللافت أن واحداً من الملفات الأولى لهذه الوزارة تناول رضا المتعاملين وإسعادهم، ليس من خلال تلبية حاجاتهم ومتطلباتهم فحسب؛ بل بالتفكير في توفير خدمات لم يطلبها المتعامل بعد، وقد تكون من تلك التي لم تخطر على باله.


وهذه المنهجية ليست جديدة في عالم التسويق، لكنها متبعة في القطاع الخاص، وفقط في كبرى الشركات العالمية، حيث يسعون لابتكار خدمات ومنتجات تدهش العملاء، وتجعلهم أكثر بهجة وافتتاناً بتلك الشركات.


ثم إن ملف إدارة المكافآت السلوكية الهادفة إلى تحفيز السلوك الجيد والإيجابي، لدى أفراد المجتمع من خلال نظام مكافآت على شكل نقاط يستفاد منها في دفع رسوم الخدمات الحكومية؛ لهي طريقة عبقرية في جعل القيم السامية واقعاً حياتياً ومعياراً للتفاضل بين الناس وليست شعارات جوفاء غير ملموسة الأثر، إلا أنها ملفات تحتاج إلى قدر كبير من الجرأة والإبداع، مع ضرورة وضع منهجيات واضحة وشفافة وسلسة يستوعبها العامة ويتجاوب معها، وأتوقع أنه سيكون للتكنولوجيا دور في نجاح هذه المهمة.