السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ما هي أولويات العرب اليوم؟!

يحتار المراقب ويتوه، اليوم، وهو يحاول أن يفهم كيف يسير ويُدار العالم العربي، وإلى أين هو سائر؟ وما هو التفكير السياسي والاستراتيجي للنظام الرسمي العربي، وما هي قضايانا المركزية وأولوياتنا؟ تُرى هل الأولوية عند العرب اليوم هي الدفاع عن حقوق مسلوبة وقضايا عادلة تخصهم؟، فإن كانت كذلك أين هو هذا الدفاع؟.

كنّا في مأساة فلسطين وأراض عربية محتلة، ثم جاءت مأساة العراق وغيره، وشرعت بعض أقاليم المنطقة في محاولة الانفصال، وبدأت إسرائيل تستعد للسيطرة على بعض الساحات العربية، ثم بدأت تسقط بعض الدول العربية الواحدة تلو الأخرى كما هو حاصل اليوم.

وإذا كان الأمن بمفهومه الشامل هو الأولوية، فأين هو الأمن اليوم وهل هو متحقق؟، سواء الأمن العسكري أو الغذائى أو الاقتصادي أو المعرفي والعلمي أو الأمن الداخلي، وعلى العكس تماماً نلحظ أن دولاً عربية كثيرة تفتقر إلى أبسط أنواع هذا الأمن بأشكاله المختلفة.


وإذا كانت قضايا التنمية والتحديث والتطوير هي الأولوية، فمعظم النتائج والأرقام والمؤشرات وعلى أغلب المستويات تدل على تراجعات قياسية في كثير من الأقاليم العربية، وبعضها يأتي في ذيل القوائم العالمية الخاصة بذلك، عداك عن تراجع الأوضاع المعيشية واليومية للإنسان العربي بشكل مزر في كثير من دوله.


وإن كانت الأولوية هي: المحافظة على واقع ووجود بعض أنظمة الحكم فها هي بعض الأنظمة تسقط وتنهار بين عشية وضحاها، وإمّا إن كانت الأولوية هي: المحافظة على الوجود والبقاء على قيد الحياة فقط فتلك أكبر المصائب..!.

العالم العربي اليوم تقسمه الحروب والاحتلالات والصراعات والانتكاسات، حيث يصارع بعض دوله من أجل البقاء فقط، ومع ذلك هل تمتلك بعض دول العرب اليوم استراتيجيات البقاء أم أنّها تسير في طريق الضياع والتلاشي والنكوص؟.

نعم، إنّها لحظة خطيرة واستثنائية يمر بها العالم العربي، حيث التهديد والاستباحة تجري على مستويات غير مسبوقة، والصراع والتفرق والتخبط، والضياع يصل إلى درجة متقدمة ومصيرية، وهو يفتقد إلى كثير من استقلاليته، ويكاد لا يملك قراره، ونحن اليوم كما ذكر لي أحد صنّاع القرار في العالم العربي بالقول: إنّنا نعيش يوماً بيوم ولا ندري ماذا سيحصل معنا غداً.