الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

دراما رمضان .. هل تشاهد حياتك؟

الدراما هي التطور الطبيعي المعاصر للقصص المسلية التي كانت الموضوع الرئيس للسَمَر في الماضي. وكما نعلم ونلاحظ، فشهر رمضان المبارك أصبح الموسم المفضّل لصُنّاع الأعمال الدرامية المختلفة للدخول في الصراع على فرص العرض على أفضل الشاشات واقتطاع أفضل ما يمكن اقتطاعه من كعكة الإعلانات. بالفعل علاقة المجتمع بالشاشات في أمسيات رمضان تشهد تحوّلاً مفاجئاً وكأن الأمر أصبح في التكوين الداخلي للساعة البيولوجية.

التشويق في الدراما .. كما كان في القصص المحكية، عنصر أساسي لا غنى عنه! لكني من وجهة نظر شخصية أجد أن طبيعة القصة أمر جوهري أكثر بكثير من التشويق، أي أنه يسبقه في الأهمية. وبشكل أوضح كون السياق يقتضي التوضيح .. يجب أن يُبنى العمل الدرامي على قصة مهمة، ذات مميزات تجعلها تستحق أن تُقدّم للجمهور بشكل درامي، وبعد اختيارها بعناية، تتم عملية إدارة التشويق والغموض فيها لتزيد من جرعة الجاذبية لدى المشاهد. لكن من غير المقبول أن يحصل العكس! أن تقفز سطحية التفكير لمرحلة تجعلها تختار التشويق بناء أساسياً للعمل لضمان إدهاش الجمهور وبثّ أعظم أنواع الإثارة والحيرة لديهم! على الرغم من خواء المضمون الأساسي للعمل وهو القصة!

عشرات الأعمال التي وقعت في فخاخ التكرار والرتابة والروتين والركاكة ولا يزال صُنّاعها يراهنون على «صناعة أمر ما مشوّق» دون منح القصة الدرامية وحبكتها وأبعادها الحق الأول في بناء الهيكل الأساسي للعمل. القصص التي بُنيت عليها العديد من الأعمال وكأنها مستوحاة من الفضاء الخارجي! العديد من الأعمال الخليجية وقعت في فخ التقليد التشويقي لبعض الأعمال العالمية! دون الانتباه لأهمية تشذيب القصة لتصبح محاكية لواقعنا! بعض المقاطع التي تظهر جوانب تشويقية وقدرات إخراجية عالية باتت تدّعي أنها إثباتات لنجاح هذه الأعمال!


من جهتي، أعتبر أن الدراما التي تهمني هي القادرة على عكس صورتي على الشاشة! القصة والمعالجة الدرامية التي تعكس مشكلات أعيشها وتطرح أبعادها ورؤيتها للحلول! تلك هي الدراما التي أنتظرها!