الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

ويسألونك عن «اللامستحيل»

يرى القادة الاستثنائيون ما لا يراه العاديون، ويسلّطون على الزوايا المميزة المتوارية شعاعا من الضوء، وما نتفاداه نحن من مخاطر لننعم بالسلام وراحة البال، يخوضون هم غمارها بعزمٍ ويقتنصون من الفرَصِ أجودَها، وبينما نخشى تجاوز المألوف، يعلموننا هم فنّ إعادة تشكيله، بل والجرأة على تغييره وتطويره، وبينما نخضع نحن لهيمنة الواقع، يشيّدون هم مصانع الأحلام والآمال ومختبرَات الإبداع والابتكار.

مَن كانَ يتصوّر يومًا أن يتحوّل مفهوما «السعادة» و«التسامح» إلى حقائبَ وزاريةٍ ذات أطرٍ مؤسسية، بوزراء مكلّفين وعاملين ومتعاملين وشركاء، يُديرون منصات لمنتجاتٍ إنسانية، ويتفيّأ متعاملوهم بين ظلال السعادة والتسامح، ولم يكد يستفيق المندهشون ويجف قلم المحللون والمتابعون حتى أطلّت وزارة بممكناتٍ حضارية أبعدَ من السعادة والتسامح، وزارة لا تعرف المستحيل، إنها وزارة اللامستحيل؛ وزارة بدون وزير، منظومةُ عملٍ غير تقليدية، تعيدُ هندسة المنظومات الحكومية بالفكر الاستباقي لاستشراف المستقبل.

ظننت بداية كغيري أن «وزارة اللامستحيل» الإمارتية ضربٌ من الخيالِ، حتى انقلَب اللامستحيل واقعًا نعيشه، وحقيقةً تحمل المستحيل إلى مثواه.. كيف لا يكون لـ«اللامستحيل» وزارة، وبيننا صاحب السمو الشيخ محمّد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، القائد الاستثنائي، صاحب الومضات:«المستحيل ليس في قاموسنا، وليس جزءًا من تفكيرنا، ولن يكون جزءًا من مستقبلنا».


كانت ترجمة السعادة والتسامح على الأرض شبه مستحيلة في واقعٍ يموج بالصراعات، حتى تسلّم سفراء السعادة والتسامح حقائبهم الوزارية، وكان الذكاء الاصطناعي حبيسَ المؤتمرات، حتى خصصت له وزارة، وأصبحنا ننعم بمدن وخدمات ذكية. كان منافسة جواز سفرٍ عربي الدول المتقدمة بعيد المنال، حتى حاز الجواز الإماراتي المركز الأول عالميًّا بدخول 170 دولة.. كانت ريادة العربي للفضاء مستحيلًا، حتى استوطن القمر الصناعي «خليفة سات» الفضاء، وبسواعد إماراتية 100%، وكان من المستحيل أن يصعد اقتصاد دولة خليجية بغير النفط حتى شهدت الإمارات نموًا للناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 2.8% عام2018، والآن أصبحت الإمارات من أكثر الدول تنافسية، فقد احتلت المركز السابع عالميًّا بحسب «الكتاب السنوي للتنافسية العالمية» لعام 2018.


إن يسألونك عن اللامستحيل، قل صناعة لا يغزلها إلا قادة أوفياء لأوطانهم، فخورون بشعوبهم، يستثمرون فى تمكينهم، يراهنون على الكامن في عقولهم، شغفهم صمت المنجزين، يتخذون لكل مستحيل سبيلا، ولا يرتضون عن الريادة بديلا.