الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

بقوة هائلة.. إيران تنتظر العقاب العالمي

لم تعد هناك شكوك حول جدية أمريكا في تحجيم الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، فالولايات المتحدة الأمريكية أربكت العالم بموقفها من إيران خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما»، وكاد الاتفاق الأمريكي، فيما لو استمر، يمنح الشرق الأوسط دولة «ثيوقراطية نووية»، وهذا خطر ما كان في المقدور التنبؤ بنتائجه فيما لو حدث.

لقد عاشت إيران عصراً ذهبياً مع الرئيس الأمريكي السابق، وسمحت لها تلك الفترة بأن تعمل على تمديد أذرعها التخريبية في أكثر العواصم العربية أهمية.

المشروع الثوري الإيراني استثمر كل فرصة وضعت أمامه، وكان «قاسم سليماني» يظهر في عواصم عربية وكأنه المسؤول الأول عن تلك العاصمة، بل تجاوز الأمر إلى قيام إيران بإنشاء ميليشيات عسكرية تدخلت في دول عربية، وتحكمت بها، ولعل خير مثال على ذلك هو قيام إيران بإنشاء أخطر ميليشياتها العسكرية في (لبنان والعراق واليمن وسوريا)، لتمارس أدوراها في تلك العواصم لصالح نظام ولاية الفقيه في طهران.


أمريكا انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني وعملت على بناء مسار سياسي صارم تجاه طهران، تمثل في تبني منظومة من العقوبات السياسية والاقتصادية ذات الانعكاسات المؤثرة في النظام الإيراني على المدى المتوسط والبعيد، ولا شك في أن التحركات العسكرية الأمريكية تطرح أسئلة مهمة حول تحديث الموقف الأمريكي بطريقة مختلفة عن السابق، ولكن يبقى السؤال المهم حول كيفية هذا العقاب ومداه.


كثير من الدول العربية تتمنّى فعلياً أن تكون إيران تحت طائلة العقاب الدولي، لكونها تعمدت التدخل المباشر بالشأن الداخلي لتلك الدول، لذلك فإن التحرك الأمريكي تجاه إيران يعبر عن موقف إيجابي من جانب معظم الدول العربية التي تتمنى أن يتوصل العقاب الدولي لإيران إلى تحجيم دورها، وإعادتها لتصبح دولة طبيعية في إطار مسؤولياتها، ومنها التخلي عن مشروعاتها الثورية، التي تسببت بالكثير من الأزمات إقليماً ودولياً.

ليس هناك خيارات أمام العالم سوى أن توضع إيران أمام محك رئيس لاختبار قدراتها السياسية، لكي تعيد حساباتها وتتراجع عن مشروعاتها التوسعية في المنطقة، وأهدافها الطائفية والقومية، لأنه ليس هناك من فرصة خلاف ذلك، سوى حضور قوة تدميرية تدفع بها أمريكا إلى الخليج العربي، لتعاقب بها إيران إذا ما حاولت أن ترفض خيارات العقلانية السياسية المقترحة عليها من قبل العالم.