الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

القهوة عربية.. والشاي إنجليزي

اليمن من أوائل البلدان التي زُرع فيها البن - إذا سلمنا بأن الحبشة هي أول بلد ظهر فيه البن وعرفه - على الرغم من أن الدلائل ليست واضحة كثيراً في ذلك الشأن، لكن المؤكد أن اليمنيين هم أول من شرب القهوة وتلذذ بها، والقهوة المميزة تسمى في العالم (العربية) أرابيكا Arabica بنسبتها العربية، أما المميز من القهوة فيسمى موكا Mocha أي مخا أو مخاء، وهو اسم الميناء الذي كانت تصدّر منه القهوة العربية (ميناء مخا)، وهذان دليلان على عربية القهوة.

وتشير المصادر إلى أنه من المعتقد أن أجداد قبيلة الأورومو في إثيوبيا كانوا هم أول من اكتشف وتعرف إلى الأثر المنشط لنبات حبوب القهوة، ولم يُعثر على دليل مباشر يكشف بالتحديد عن مكان نمو القهوة في أفريقيا، أو يكشف عمن قد استخدمها على أنها منشط أو حتى يعرف عن ذلك قبل القرن السابع عشر، وظهر أقرب دليل موثوق به سواء على شرب القهوة أو معرفة شجرة البن في منتصف القرن الخامس عشر، في الأديرة الصوفية في اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية.

في القرن الخامس عشر وصلت إلى أرمينيا وبلاد فارس وتركيا، وقد انتشرت القهوة من العالم الإسلامي، إلى إيطاليا ثم إلى العالم.


أما شاي الصباح الإنجليزي المشهور فهو خلاصة جهود الذواقة الإنجليز الذين انبهروا بروعة الشاي ومكوناته الشهيرة، وهو الآن من أهم التقاليد للإنجليز، و بالأخص كوب الشاي الأسود مع الحليب والسكر، يذكر أنه في عام 1946 كتب جورج أورويل مقالاً حول أنه استطاع الوصول للمقدار الأمثل من الشاي والحليب للوصول للفنجان الأفضل، وبذلك دأب الإنجليز على البحث عن المذاق الأفضل بإضافة كثير من المنكهات للشاي.


قد يقول قائل إن بريطانيا لا تزرع الشاي في أرضها لكنها امتلكته في مستعمراتها، نقول إن المهم هو أن الشاي قدمه الإنجليز للعالم بطريقته المشهورة حالياً (الشاي الأسود مع الحليب والسكر)، وهو ما نسميه في الإمارات (شاي حليب).

أما القهوة فقد تفنن العرب بإضافة المنكهات لها كثيراً بدءاً من الهال إلى الزعفران وماء الورد وحتى القرنفل، كما تفنن العرب في شكل أباريق القهوة المسماة الدلّة، والفناجين الفخارية، والزجاجية، والبورسلان، وحتى النحاس.