الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

تطور جديد في العلاقات الروسية - الأمريكية

شهدت السنوات القليلة الماضية تدهوراً كبيراً في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وكانت تلك العلاقات تتطور أساساً وفق ترتيب تنازلي، أي من السيّئ إلى الأسوأ، وخلال أكثر الأوقات أهمية فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار الاستراتيجي العالمي، تراجعت الاتصالات بين الطرفين بشكل كبير.

ويُذكر أن المحادثات التي جرت مؤخراً في منتجع سوتشي بين مايك بومبيو وكل من الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، أنعشت الآمال بأن تكون هذه المرحلة من العلاقات المتوترة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم سوف يتم طيّها وتجاوزها بشكل تدريجي.

ووفقاً لما يراه محللون سياسيون روس، فإن هذا التغيّر برغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع موسكو يعود لثلاثة أسباب أساسية.. يتعلق الأول بالنتائج التي توصلت إليها لجنة «مولير»، حيث أكدت عدم وجود أي نوع من التواطؤ بين روسيا والإدارة الأمريكية الحالية، وفي روسيا، كان يوصف هذا التواطؤ المزعوم بأنه يجافي المنطق تماماً، لأنه لم ولن يكون هناك أي تدخل من روسيا في الانتخابات الأمريكية.


ويتعلق السبب الثاني في تمكّن الاتحاد الروسي من ابتكار نماذج جديدة لأسلحة متطورة لا يوجد نظير لها في أي دولة أخرى في العالم، ويمكننا أن نذكر منها الصواريخ فوق الصوتية التي يمكنها التحليق بسرعة تزيد على سرعة الصوت بعشر مرات.


ويتعلق السبب الثالث بفشل السياسة الأمريكية في معالجة القضية الكورية والأوضاع في فنزويلا وغيرهما، فضلاً عن كل هذا، هناك الحرب التجارية الكبرى التي أشعلتها الولايات المتحدة مع الصين.

وبالرغم من الخلافات القائمة بين روسيا والولايات المتحدة حول العديد من القضايا ذات الأهمية الكبيرة في السياسة الدولية، فلقد كانت موسكو وواشنطن قادرتين على الاتفاق حول عدة نقاط جوهرية جديدة، وبشكل خاص، اتفقنا على إعادة تفعيل قنوات الاتصال التي بقيت مقطوعة حتى وقت قريب، والمتعلقة بمعالجة قضايا الاستقرار الاستراتيجي ومحاربة الإرهاب.

كما تم الاتفاق على تشكيل مجلس خبراء غير حكومي يتألف من علماء بارزين في العلوم السياسية، وعسكريين متقاعدين ودبلوماسيين متخصصين في العلاقات الثنائية، وتكون وظيفة هذه اللجنة المساعدة على اكتشاف الطريقة المناسبة للتغلب على غياب الثقة المتبادلة بين الطرفين.

وتقرّر أيضاً الشروع بتأسيس مجلس أعمال ثنائي تتلخص مهمته بجمع ممثلين عن كبرى الشركات الخاصة من كلا الطرفين بعضها مع بعض.

وكان من الملاحظ أنه لدى الطرفين بعض وجهات النظر المشتركة فيما يتعلق بأفغانستان وسوريا وشبه الجزيرة الكورية، والعديد من القضايا الدولية الأخرى.