الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

واشنطن ـ طهران.. سباق الحرب والحوار

التهديد الإيراني بالانسحاب الجزئي من الاتفاق النووي كان في مصلحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي عبر عن استيائه من الموقف الأوروبي، إذ كان يراه متخاذلاً مع إيران، لكنه نجح أخيراً في دق إسفين بين إيران وأوروبا، حيث كانت الأولى تراهن على موقف أوروبي أكثر اقتراباً منها، وأكثر حرصاً على بقاء طهران في الاتفاق النووي رغم العقوبات الأمريكية ضدها.

تحريك حاملة الطائرات «إبراهام لنكولن» ونشر مجموعة من قاذفات القنابل الثقيلة من طراز بـ 52 في منطقة الخليج العربي، اعتبره البعض بداية لعملية حشد عسكري، تمهيداً لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، فيما جاء رد الفعل الإيراني ليزيد الموقف توتراً، إذ أعلنت طهران عن نيتها الانسحاب الجزئي من الاتفاق النووي خلال ستين يوماً، ما لم تنفذ الدول الأوروبية تعهداتها السابقة بتفعيل آلية خاصة يتم بمقتضاها تفادى العقوبات الأمريكية على إيران، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى التهديد بالعودة إلى فرض العقوبات مجدداً على إيران في حال إذا ما انسحبت الأخيرة من الاتفاق النووي.

العالم يعيش الآن على واقع الخطوات التصعيدية القادمة من الولايات المتحدة أو إيران والتي قد تفضى في النهاية إلى حدوث مواجهة عسكرية محتومة كما يرى البعض.


إن واشنطن عازمة على المضي قدماً في خططها غير المعلنة لتغيير النظام في إيران، ولكن هل الخطة تعتمد على بناء تحالف دولي ضد إيران على غرار ما فعله كل من بوش الأب ثم من بعده بوش الابن في حربهما ضد صدام حسين في العراق؟، أم أننا بصدد سلسلة من التهديدات والأزمات المتصاعدة دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة بينهما؟ شخصياً، أتوقع أن أمريكا لن تهاجم إيران، وذلك لعدد من الدلائل، فالولايات المتحدة الأمريكية تريد الإبقاء على إيران لتشكل العدو الوهمي للمنطقة، ولدول الخليج بشكل خاص، حتى تستمر في سياستها التي أعلنها ترامب مراراً تجاههم، والتي تعتمد على مبدأ الحماية مقابل المال، وبالتالي دفع الفاتورة الشهرية للوجود الأمريكي في المنطقة.


أما الدليل الثاني فهو اللهجة المتراجعة التي تحدث بها ترامب منذ يومين، بأنه واثق تماماً من أن طهران سترغب في الجلوس والحوار والتفاوض حول مستقبل الاتفاق النووي، كما أن لهجة طهران هي الأخرى متراجعة للغاية، بِحثِّها المتواصل على تحقيق السلام بالحوار. الأيام المقبلة ستشهد الجديد بكل تأكيد، خصوصاً بالتزامن مع ما يسمى بـ «صفقة القرن» التي وضعها البيت الأبيض لحل الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، والتي ربما لن تبتعد كثيراً عن تداعيات الحرب المعلقة بين واشنطن وطهران.