الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

الكتاب ورقي أم رقمي؟!

هل كون الكتاب ورقياً أم رقمياً هو المهم؟.. عند البعض نعم وعند البعض لا، فالأهم مضمون الكتاب، لكن لا يمكننا إغفال الراحة في القراءة، فالعلاقة مع الكتاب الورقي بحجمه وألوانه ورائحة الحبر والورق، تختلف اختلافاً كلياً عن مشاهدة شاشة صغيرة تعرض صورة ورقة، أو حروفاً متراصة تنبعث من نور ساطع.

هذه التساؤلات وغيرها، كانت موضوع ندوة نظمها معهد الشارقة للتراث في رمضان في مكتبة الموروث الفرع الرابع، وهو الفرع الذي جاء تصميمه على هيئة كتب مرصوصة في حديقة المعهد، وقد كان عنوان الندوة «مستقبل الكتاب من الورقي إلى الرقمي» بحضور الزملاء الدكتور ماجد بوشليبي رئيس جمعية المكتبات، والدكتور راشد المزروعي صاحب دار التراث الشعبي، والناشر جمال الشحي صاحب دار كتّاب، وقدمها وأدارها الدكتور منّي بو نعامه.

المحاور المطروحة دارت حول أهمية كل نوع، واستشهد البعض بمسألة غلق بعض الصحف والمجلات وتحولها إلى رقمية، لكن تلك المسألة تختلف اختلافاً كلياً، حيث إن الصحف كانت تعتمد على الأخبار وعلى تغطية الأحداث، وتلك الأخبار باتت تصل في موعد حدوثها عبر الجوالات وأجهزة الحاسوب اللوحية، ما نفى سبب وجود الصحف.


لا شك في أن الكتاب الرقمي قَيّم في مضمونه، خفيف في حمله، لكنه متعب في تأثيره في الصحة، ولا تستطيع أن تبني معه علاقة ود كتلك التي تبنيها مع الكتاب الورقي، فضلاً عن مشكلة ارتباطه بالطاقة بشكل رئيس، فكثير ممن يتشدقون بأن الغلبة لا محالة ستكون للكتاب الرقمي هم ممن لا يقرؤون أصلاً.


هكذا كانت الحال بين الآلة الكاتبة والحاسوب - الكمبيوتر - فالحاسوب حل محل الآلة الكاتبة لأنه كان بديلاً كاملاً عنها، سواء بسرعة الأداء أو الوظائف أو النتائج، كما أن خفة الوزن وسهولة الحمل كانتا سببين في انتشاره، كما أن خاصية التخزين التي اتصف بها جعلت له رواجاً كبيراً، أضف إلى ذلك اندماجه في أداء مهام أخرى في التواصل والاتصال والعرض.

الخلاصة أن اختفاء بعض المخترعات الإنسانية من عدمه رهين بجوهر العلاقة بين تلك المخترعات مع غيرها، فالإنسان سكن البيت وهو لا يزال يغير شكله، لكنه يُبْقِي على مضمونه، وكذلك الكتاب، فهو لا يزال يغير نوع الورق وسماكته ولونه، وطريقة رصِّ الأوراق، وشكل الغلاف، لكن الكتاب باقٍ.