السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

زايد.. الذكرى والنموذج

في الثلث الأخير من رمضان من كل عام تعاودنا ذكرى رحيل المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويترافق مع هذه الذكرى الكثير من مشاعر الحزن لفقده والشوق لذكراه والاعتزاز بالانتماء إليه.

قد يظن من لا يعرفه أو لم يلتق به أو يسمعه أو يسمع عنه؛ أننا نذكر أسطورة خيالية من نسج مخيلة شاعر أو حالم، إلا أن إرثه الحاضر في الواقع والوجدان كفيل بتبديد تلك الظنون، بل إن الكثير من المبادرات التي يعلن عنها تباعاً ما هي إلا قبسات من روحه وتوجهاته وتوجيهاته، التي ما زالت يتردد صداها بين جنبات هذا الوطن.

لعل تسمية عام 2019 بعام التسامح مثالاً لما كان ينادي به زايد، ويعلمنا إياه، بل ويرسخه واقعاً في الإمارات بين جميع الأعراق والأديان وأطياف المواطنين والمقيمين، و«التسامح لا نعليه شعاراً؛ ولكن نعيشه نهج حياة» كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.


لكن بقاء زايد في الذاكرة إجحاف بحقه علينا، وتفريط بواجبنا تجاه الأجيال التي أتت من بعده. وعلينا أن ندرك أن الذكرى ستغدو في أذهان الشباب - بعد فترة - كالأفكار المجردة؛ افتراضية ويصعب تصورها عملياً إلا من خلال النماذج الحية، وفي الوقت الذي تجتهد فيه الأمم قاطبة على «تَصنُّع» النماذج الملهمة كي تحافظ على زخمها واندفاعها نحو المستقبل؛ أجد أننا في الإمارات - رغم كل الجهود - مقصرون في هذا الجانب.. وأقولها مراراً وتكراراً؛ زايد يستحق منا سلسلة درامية سينمائية عالمية ملحمية تحكي تاريخه، إرثه، فكره، وإنجازاته. وإذا لم يقم بهذا الدور من عاصر وعاين.. فمن لها إذن؟