الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

المتعسرون.. ومبادرة «ياك العون»

الخطأ أمر وارد في حياة كل إنسان، فكل بني آدم خطاء، هناك أخطاء يمكن حلها والسيطرة عليها بسهولة، وهناك أخطاء تخرج عن سيطرة مرتكبها، وتتراكم آثارها يوماً بعد يوم، حتى يصل المطاف بمرتكبها إلى الهاوية أو لنقل إلى المساءلة القانونية.

هذا هو حال المتعثرين مالياً من نزلاء المؤسسات العقابية في الدولة، مواطنون من أبناء البلد وجدوا أنفسهم فجأة مطالبين بسداد مبالغ مالية مستحقة عليهم، ونتيجة لعجزهم عن سداد تلك المبالغ كان مصيرهم الحبس على ذمة قضايا مالية تعثّر حلها أو الوفاء بالتزاماتها، يقضي كل منهم فترة محكوميته وتنتهي من دون التمكن من الوفاء بالتزاماته المالية تجاه الغير.

المجتمع بأكمله يتحمل مسؤولية الوقوف بجانب هؤلاء والتكاتف من أجل وضع حد لبقائهم خلف قضبان السجون، وذلك عن طريق إقامة المبادرات والحملات المجتمعية، التي تسلط الضوء وتقدم الدعم المالي لفئة المتعسرين مالياً من نزلاء المؤسسات العقابية ممن وجدوا أنفسهم فجأة خلف القضبان، نتيجة العجز عن إيجاد مخرج يحل إشكالياتهم المالية المترتبة على الآخرين.


«ياك العون» نموذج رائع للمبادرات المجتمعية التي تستهدف جمع 24 مليون و351 ألف للإفراج عن 107 سجناء في إمارة دبي، وتتزامن مع عام التسامح في عام 2019، أما الهدف فهو إدخال الفرحة والسرور بقلوب هؤلاء السجناء، ولمِّ شملهم بذويهم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.


والحاجة ملحة اليوم لتنظيم مبادرات مشابهة تشمل جميع السجناء المواطنين في أنحاء الدولة من فئة المتعسرين مالياً لمساعدتهم على تسديد التزاماتهم المالية، وبالتالي العودة إلى حضن المجتمع مرة أخرى، فابن البلد، وإن أخطأ، فهو يستحق تكاتف المجتمع ودعمه.