حتى في أعمق نقطة!

خندق «ماريانا» هو أعمق نقطة على سطح الأرض، ويقع في غرب المحيط الهادئ إلى الشرق من جزر ماريانا، وأعمق نقطة فيه تصل إلى 11 كيلومتراً تحت سطح البحر، بالمقارنة بأعلى نقطة جبل إفريست يصل ارتفاعه إلى ثمانية كيلومرات و800 متر تقريباً، وبسبب عمق الخندق هناك ضغط كبير على أي شيء يحاول الوصول إلى هناك، ولا يمكن للناس الغوص إلا بمعدات خاصة.
صُنعت غواصات لهذا الغرض، والبداية كانت منذ ستينيات القرن الماضي، وفي عام 2012 استطاع المخرج الكندي جيمس كاميرون الوصول إلى قاع الخندق باستخدام غواصة صممت لهذا الغرض، لكنه لم يصل لأعمق نقطة بعد، محاولة أخرى في أبريل من هذا العام وصلت إلى نقطة أعمق والغواص كان فيكتور فيسكوفو، الذي أمضى بعض الوقت في ظلمة البحر يستكشف المكان، ويرى المخلوقات العجيبة القادرة على العيش تحت هذا الضغط الكبير، ووجد أيضاً أكياس بلاستيك ومغلفات حلوى! حتى جبل إفريست لم يسلم من المخلفات لكنه مكان يتسلقه العديد من المغامرين ويتركون خلفهم النفايات، وهذا ما دفع البعض لبدء حملة تنظيف الجبل، لكن البحر عميق ومظلم، قليلون قادرون على الوصول لهذه الأعماق، كنت في الماضي لا أرى أهمية كبيرة لتنظيف الشواطئ مقارنة بقضايا بيئية كثيرة حتى رأيت مقطع فيديو لمصمم هولندي يشرح ما الذي يحدث عندما لا تنظف الشواطئ، المخلفات تصل للبحر وتذهب مع تياراته إلى أعماق لا يمكن الوصول إليها.
إيقاف صنع النفايات يكون من مصدرها، وهذا ما يفترض أن يحدث، وإلى أن يحدث ذلك لا بد من وعي فردي ومجتمعي بأهمية عدم رمي المخلفات وإعادة تدويرها.