الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الأنثى المبدعة.. وهواجس الحرية

هل سيكون عذر المرأة المبدعة مقبولاً لدى زوجها، بــ «نزول الوحي الإبداعي»، عليها، أثناء تحضيرها لوجبة الغداء، وانقطاعها في خلوتها الكتابية، ويتقبله منها برحابة صدر دون أن يشعرها بتأنيب الضمير ويلبسها ذنب الزوجة المهملة طيلة اليوم، هذا إذا ما تطورت الحالة إلى شجار غير حضاري، يجعلها تنزف حبر قلبها قهراً ولوعة على حالها ومآلها أمام عينيه؟.

ربما مأساة المبدعة العربية كانت دائماً في قضية احتواء الشريك لها، فقلة قليلة ممن حظين بأزواج أوأهل متفهمون يقدرون موهبتها، وبأن الكتابة ليست وظيفة ولا تخضع لشروط المكان ولا الزمان، وقد تتطلب أحياناً كثيرة التمرد على السياق العام لكي تتحقق!.

في مذكرة الروائية التركية أليف شفق «حليب أسود»، تبين أن هاجس «الحرية الإبداعية» هو المشترك الذي يجمع سائر إناث العالم المبدعات؛ من مغبة ضمور شغفهن ودفقهن الإبداعي فور انغماسهن بحياتهن الأسرية الجديدة، ومخاوفهن من عدم مقدرتهن على الموازنة بين الأنا الكاتبة وما بين التزاماتهن بواجباتهن كزوجات وأمهات ناجحات.


في التقديم للمذكرة تم طرح سؤال هو: «هل على الكاتبة أن تتنكر لأنوثتها كي تصبح كاتبة، أم عليها التنكر لإبداعها كي تصبح أماً وتعيش في طمأنينة وسلام؟».


قد يبدو السؤال مغلقاً نسبياً، فليس كل الكاتبات يتمتعن بظروف شفق المحفزة على الإبداع في فترة ما قبل الزواج، كما أنها حظيت بزوج متفهم لمزاجها وطقوسها كروائية؛ وهذا ما لا تتمتع به الكثير من الكاتبات العربيات للأسف الشديد.

وما بين هاجس الأمومة والهاجس الإبداعي، وضغوطات الحياة وتحدياتها قد يكون لهن حليبهن أيضاً؛ نسغ أزرق يشي بأوجاعهن ومخاوفهن وأحلامهن المؤجلة أوالمقتولة!.