الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

الفنون الفينيقية الموسيقية!

في بعيد الزمان، كان يعني اسم كنعان، دولة فلسطين وسوريا ولبنان، وفي القرن السادس قبل المسيح، اختلطت الحضارات بشكل صريح، بين الفينيقيين والمصريين واليونانيين والبابليين والعبرانيين، ابتداء من القطع الغنائية وإلى أساليب استخدام المزمار، وكذلك الكثير من القصص التي ظهرت في الرحلات والأسفار، فضلاً عن انتشار الفن الكنعاني والفينيقي في الوسط العبراني، خصوصاً بعد ظهور الهيكل السليماني، الذي قدسوه وزخرفوه وفقاً لأثره الديني، وهذا كما ظهر عندهم في التوراة، اعتماداً على عمق المهارات والخبرات، خصوصاً في مزامير النبي داوود، فحينها لم يكن لتطور الموسيقى وجود، على الرغم من ذكر العديد من الآلات الموسيقية بحسب سطور توراتهم! والتي يعود تاريخها إلى 2000 سنة ضمن أحفوراتهم! ومنها البوق المصنوع من قرن الماعز، والذي ما زال يُستخدم، حالياً، باعتباره أحد الركائز، وكذلك آلة القيثارة التي اقتبسوها من الشعوب المجاورة، بأساليبهم الماهرة في المراوغة والمناورة!
ظهر التأثر بمدى مزج الثقافات بينهم، عند مطابقة المنظومات الشعرية لديهم، وأيضاً التشابه الكبير في معظم أغاني الحروب، وأغلب الطقوس الدينية بالفن الطروب، من حيث الرقص والعزف والغناء، والاسترسال بالألحان دون عناء، وكأنها ستصل يوماً إلى السماء! فقد ذُكِر في بعض الكتب القديمة، المختلطة بالمعلومات السليمة وغير السليمة، أن (شمشون الجبار) رقص آنذاك أمام الفلسطينيين، رقصاً أشبه برقص الفينيقيين، وبالنسبة للموسيقى الكنعانية وخصائصها الملمة بهم، لم يكن لديهم في بداية عهدهم موسيقى مخصصة لهم، ولذلك اقتبسوا أهم الألحان من أراضي مصر والفرس واليونان، ولكن بعد استقلال الدولة الفينيقية، استطاع شعبها تطوير مهاراتهم الموسيقية، وخلق أسلوب مميز جداً في أنغامهم، باسم الحرية والتفرد لتحقيق أحلامهم، بل وتطرقوا إلى بقية الفنون، دون التطرق إلى معاني الجنون!
صحيح أن الفنون تعتبر ضرباً من الجنون، ولكن من لا يحب الفنون هو المجنون!