الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

نور لمن انطفأت مصابيحهم

في الوقت الذي كان منتخب الإمارات الوطني يخوض مبارياته على استاد الكويت في خليجي 16 نهاية عام 2003 وبداية عام 2004، كان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يلقي محاضرة تاريخية في العاصمة الكويتية أمام نخبة من المفكرين والأدباء والكتاب العرب أذهلت الحاضرين بسبب السرد الحكيم والفلسفة الثرية والرؤية النقدية البناءة.

ونظراً لإسهاماته الفكرية والثقافية والإبداعية وغيرها من النشاطات ذات الصلة، تم تكريم سموه حينذاك بوصفه شخصية مهرجان القرين الثقافي العاشر.

علاقة سموه بالثقافة والفلسفة والتاريخ والمسرح لم تبعده عن الرياضة، خصوصاً كرة القدم، لذا فهو يبني جسراً بين الثقافة والرياضة، ويعطي الأولوية للأخلاق والقيم في كلا النشاطين.


عندما تحدث سموه إلى أسرة نادي الشارقة بعد التتويج بلقب دوري الخليج العربي للموسم 2018‏‏ ـ 2019، حمل حديثه رؤية نقدية حكيمة وبناءة وضعت العديد من القضايا الكروية المهمة تحت الضوء، لذا من الضروري جداً أن تكون كلمة سموه منهاج عمل لأسرة الإعلام واتحاد الكرة والأندية واللاعبين والجمهور.


مطالبة سموه باحترام سلطات الحكم نقطة مهمة تحمي قضاة الملاعب وتوفر لهم بيئة مناسبة للعمل وتساعدهم على تقليل الأخطاء العفوية التي يقعون فيها.

هذه القراءة النقدية المهمة لعلاقة اللاعب بالحكم رسالة حكيمة للاعبين ولأسرة كرة القدم جميعاً، فسموه يدعو إلى تفعيل دور «عريف» الفريق وعدم تطويق الحكم من أكثر من لاعب حتى لا تحدث الفوضى ولا تفقد اللعبة جماليتها.

«كرة القدم هي ممارسة الحياة» هذه الجملة التي صاغها سموه تعطي اللعبة الشعبية قيمة إضافية، فهي ليست صياغة عابرة، بل رسالة سامية، على من يعمل في الوسط أن يدرك معناها لأن الحياة تعتمد على القيم والأخلاق.

رسائل عدة حملتها كلمة سموه، مثل

«الكرة دخلت البيوت»، ومطالبة سموه بالأداء الفعال في المشاركات الخارجية، وغيرها من الرسائل المهمة.

حديث سموه نور يضيء الطريق لمن انطفأت مصابيحهم في ميادين اللعبة.