الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

فرصة للمراجعة والتعديل

عندما تمر بك بعض المواقف أو تشاهد البعض من الممارسات الخاطئة في هذا الشهر الفضيل، تعتقد أن هناك فهماً خاطئاً لأيام وليالي رمضان، يظهر من خلال سلوكيات خاطئة يمارسها البعض ضد الآخرين، وتكمن هذه الممارسات في الغضب السريع والحدة في التعامل ورفع الصوت وتدني معدل الصبر لأقل درجة، وتحول كل موضوع إلى شجار، وقد تجد نماذج من هذه المواقف العصيبة وتكون أكثر قتامة عندما تصدر ممن يتولى خدمة الناس، فتجده متذمراً غاضباً مقطباً الجبين، ويجب أن تكون حذراً في كلماتك معه لأن كلمة خارج السياق وبعفوية قد تقلب المكان لبركان من الصراخ، كثيرة هي المشاهد والصور التي تناقلتها مواقع التواصل لخصام في الطرقات وعراك بالأيدي حدثت في نهار هذا الشهر المبارك في عدة بلدان، بل هناك مقطع تصادم خفيف بين مركبتين صورته كاميرا المراقبة تحول إلى مطاردة انتهت بتصادم عنيف سبب ضحية وإصابات جسيمة، صورة أخرى تتكرر علينا عندما تقوم بمراجعة لإحدى الدوائر لإنهاء معاملة ما، وتجد موظفة أو موظفاً، لا يتحدث معك إلا بصعوبة، وتسأله فلا يجيبك ولا يرد عليك بل كأنك لست أمامه، وكأنه هو وحده من امتنع عن الطعام والشراب، والمشكلة عندما يكون في الاستقبال أو موظفاً مهمته الإجابة على استفسارات المراجعين وتوجيههم.. بطبيعة الحال هذا النوع من الصوم لم يذهب نحو العمق نحو المبادئ والقيم، فيرحم الآخرين ويحسن ويتقن عمله، أو يتمتع بالصبر والحلم والأناة، وهذه قيم جميعها من عمق شهر رمضان المبارك ومن أهم خصاله ومبادئه، ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلا يَرْفُثْ، وَلا يَجْهَلْ، فَإِنْ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ). وهناك جملة من التوجيهات النبوية في هذا السياق، لكنها لا تلقى الاهتمام والتطبيق، من القلة القليلة، واليوم ونحن نشهد انقضاء معظم أيام هذا الشهر الكريم، نتلمس الفوائد العظيمة التي كسبناها من الصيام والقيام، وفضلاً عن هذا فوائد الصبر والتحمل، ومن فاته جانب من هذه القيم فالفرصة متاحة للمراجعة وتعديل السلوك.