2019-05-30
جاء خبر فوز رواية «سيدات القمر» للكاتبة العمانية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر الدولية مثيراً للجدل في الوسط الثقافي العربي، فحزبٌ استبشر بالفوز، وآخر شكّك في استحقاق الرواية لجائزة مرموقة كهذه، خاصة أننا نتحدّث هنا عن امرأة، عربية، خليجية.. أسبابٌ مُربكة للبعض كفيلة بإشعال أي ساحة للنقاش!
فتح هذا الحدث الفارق الباب للبحث بشكل أعمق عمّا يرغب «الآخر» في معرفته عنّا، وهذه الرغبة ستصنع أبجدية للتواصل، لا سيّما أن هذه الأبجدية يمكن أن تُسهم في تصحيح صُوَرٍ نمطيَّة خاطئة عن مجتمعاتنا، فيستثمر الكاتب الحصيف الزاوية المرغوبة ثم يمرّر ما يختار تمريره في خطوط متوازية تستميل القارئ إلى اكتشاف أبعادٍ أخرى.
«سيدات القمر» إذاً تمثّل نقطة تحوّل قوية للأدب الخليجي العربي، وفرصة لبذل اهتمامٍ مكثّفٍ بحركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، ترجمة قائمة على المرونة والدقة والإبداع.
من جانبٍ آخر، يأتي كتاب «لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر» للدكتور عبدالخالق عبدالله ليتناول المشاهد السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية لدول الخليج، والعوامل التي صنعت منها لحظةً ساطعة في التاريخ العربي المعاصر.
فحين يتحدّث مثلاً عن المشهد الثقافي في الخليج يرى أنه مزدهرٌ في عدّة جوانب، فمن معارض الكتب السبعة التي هي «رافعة صناعة الكتاب العربي» على حد تعبيره، مروراً بالجوائز الثقافية، إلى ازدهار حركة النشر والترجمة، وانتهاءً بالقارئ الخليجي الذي، حسبما ذكر، «يعود إليه الفضل في وقف تدهور وضع الكتاب العربي».
وكحال «سيدات القمر»، أثار «لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر» الجدل ونال جائزة العويس للإبداع في دورتها الـ 26 عن فئة أفضل كتاب لمؤلف إماراتي.
نستطيع القول من هذا الربط إن لحظة الخليج المزدهرة تألّقت في أحدث إنجازاتها بفوز كاتبة عمانية عربية لأول مرة بجائزة دولية مرموقة، وهذا الإنجاز لا ينفي جدارة الأعمال الأخرى، فكلّ مُنجزٍ أدبي هو انتصارٌ للإبداع وإضافة للإرث الإنساني عموماً، لكنه إنجازٌ ينصف منطقة الخليج، ويعطيها حقّها في لعب دورٍ أساسي ومؤثّر في التقارب بين الشعوب، ليس على الصعيد العربي وحسب، بل حتى العالمي.
وكما تقول الروائية سيلفيا بلاث إن «أسوأ عدو للإبداع هو عدم الثقة بالنفس»، فإن استقبال نجاح الآخرين بحفاوة صافية وتعزيز الثقة بالنفس كفيلٌ بصنع لحظاتٍ متواصلة من النجاح للجميع.
فتح هذا الحدث الفارق الباب للبحث بشكل أعمق عمّا يرغب «الآخر» في معرفته عنّا، وهذه الرغبة ستصنع أبجدية للتواصل، لا سيّما أن هذه الأبجدية يمكن أن تُسهم في تصحيح صُوَرٍ نمطيَّة خاطئة عن مجتمعاتنا، فيستثمر الكاتب الحصيف الزاوية المرغوبة ثم يمرّر ما يختار تمريره في خطوط متوازية تستميل القارئ إلى اكتشاف أبعادٍ أخرى.
«سيدات القمر» إذاً تمثّل نقطة تحوّل قوية للأدب الخليجي العربي، وفرصة لبذل اهتمامٍ مكثّفٍ بحركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، ترجمة قائمة على المرونة والدقة والإبداع.
من جانبٍ آخر، يأتي كتاب «لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر» للدكتور عبدالخالق عبدالله ليتناول المشاهد السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية لدول الخليج، والعوامل التي صنعت منها لحظةً ساطعة في التاريخ العربي المعاصر.
فحين يتحدّث مثلاً عن المشهد الثقافي في الخليج يرى أنه مزدهرٌ في عدّة جوانب، فمن معارض الكتب السبعة التي هي «رافعة صناعة الكتاب العربي» على حد تعبيره، مروراً بالجوائز الثقافية، إلى ازدهار حركة النشر والترجمة، وانتهاءً بالقارئ الخليجي الذي، حسبما ذكر، «يعود إليه الفضل في وقف تدهور وضع الكتاب العربي».
وكحال «سيدات القمر»، أثار «لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر» الجدل ونال جائزة العويس للإبداع في دورتها الـ 26 عن فئة أفضل كتاب لمؤلف إماراتي.
نستطيع القول من هذا الربط إن لحظة الخليج المزدهرة تألّقت في أحدث إنجازاتها بفوز كاتبة عمانية عربية لأول مرة بجائزة دولية مرموقة، وهذا الإنجاز لا ينفي جدارة الأعمال الأخرى، فكلّ مُنجزٍ أدبي هو انتصارٌ للإبداع وإضافة للإرث الإنساني عموماً، لكنه إنجازٌ ينصف منطقة الخليج، ويعطيها حقّها في لعب دورٍ أساسي ومؤثّر في التقارب بين الشعوب، ليس على الصعيد العربي وحسب، بل حتى العالمي.
وكما تقول الروائية سيلفيا بلاث إن «أسوأ عدو للإبداع هو عدم الثقة بالنفس»، فإن استقبال نجاح الآخرين بحفاوة صافية وتعزيز الثقة بالنفس كفيلٌ بصنع لحظاتٍ متواصلة من النجاح للجميع.