الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

في ذكرى القائد.. والمسيرة

بعد مرور 15 عاماً على وفاته، لا تزال الذكرى العطرة لباني نهضة دولة الإمارات العربية، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حية في وجدان كل مواطن إماراتي وعربي.

فالشيخ زايد لم يكن شخصاً عادياً، بل كان قائداً استثنائياً وإنساناً حكيماً متبصراً، استطاع من خلال حنكته السياسية وإرادته الصلبة أن يبني وطناً تمكن في بضع سنين من أن يصبح نموذجاً يحتذى على مستوى العالم، كما استطاع من خلال فطرته السليمة وعقله الراجح أن يتخذ الموقف التاريخي في حرب أكتوبر، ويلتزم بالدفاع عن القضايا العادلة، ويتدخل لرأب الصدع العربي، وإنهاء الخلافات بين العديد من الدول، ليستحق بجدارة لقب «حكيم العرب».

لقد كان الشيخ زايد ملهماً ليس لأبناء شعبه فقط، ولكن للعالم أجمع، فهو الذي قدّم خدمات جليلة لإمارة أبوظبي منذ تولي حكمها سنة 1966، وهو الذي سعى إلى توحيد إمارات صغيرة مفرّقة، وقام بإنشاء دولة موحدة قوية حوّل الحلم فيها إلى الواقع، وحقق مسيرة مبهرة في التنمية والتقدم، بعدما حول منطقة صحراوية حارة ذات كثافة سكانية قليلة ومصادر ثروات طبيعية ضئيلة، إلى واحة خضراء عرفت تقدماً كبيراً في وقت وجيز بفضل رؤية سديدة وقيادة حكيمة وحسن استغلال الثروات النفطية، الحديثة العهد، في تنفيذ مشاريع تنموية ظهرت نتائجها سريعاً على أرض الواقع. وعندما ننظر إلى مسيرة الشيخ زايد نجد أن تركيزه كان على التربية والتعليم وتنشئة الأجيال الصاعدة، وهو الذي اعتبر دائماً أن العلم هو الطريق الوحيد للنهضة والتقدم ومواجهة تحديات العصر.


لقد راهن الشيخ زايد على صناعة «الإنسان»، واستطاع بذلك بناء وطن أضحى يشار إليه بالبنان، فإذا كانت دولة الإمارات قد استقبلت، بالأمس القريب خبراء من دول العالم كافة للمشاركة في تخطيط وبناء الدولة الحديثة، فإن الإمارات أصبحت، اليوم، تصنع شباباً إماراتيين تعلموا واحترفوا في جميع المجالات، وبدؤوا يستكملون بناء وطنهم بأيديهم ويباشرون مشاريعه الكبرى، ويخططون ويوجهون، أيضاً، تجارب الدول المجاورة ويساهمون في تخطيط وتنمية الدول النامية.


لقد كان الشيخ زايد من الزعماء القلائل الذين تفانوا وكرسوا حياتهم لخدمة شعوبهم، ومن خلال مسيرة النهضة الحضارية والفكرية التي قادها فقد حجز لدولة الإمارات مكانة متقدمة على الخريطة العالمية، وغرس في أبنائها قيماً إنسانية ستبقى تميزهم دائماً.

سيبقى الشيخ زايد حياً في قلوب شعبه، وكل محبيه، الذين تلهج ألسنتهم بالدعاء والرحمة له في كل حين.