الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

العيد.. والمشروع الرّابح

يمرُّ علينا العيد مرتين في العام، المرة الأولى مع عيد الفطر السعيد الذي نبتهج فيه بالفرح والشكر لرب العباد بعد إتمام فريضة الصيام، والمرة الثانية مع عيد الأضحى المبارك، الذي يأتينا بعد إتمام المسلمين لشعائر يوم الحج الأكبر وهو يوم عرفة.

مناسبتان بهذا الحجم والأهمية عند المسلمين تستدعيان أن نترك جميع خلافاتنا جانباً مهما كانت مسبباتها وأسبابها، وأن نبادل أحبتنا ومعارفنا تهاني العيد وتبريكاته بقلب نقي طاهر، وأن نتسامح مهما كان حجم الاختلاف، فلا جدوى في أن يلبس أحدنا ثوب العيد الجديد، وفي قلبه قدر هائل من الأحقاد والعداءات للآخرين.

نعم تسامحوا من قلوبكم فلا أجمل من التسامح في أيام العيد، ولعل أصحاب السمو حكام الإمارات الأمثلة العليا التي يقتدى بها في التسامح والصفح، وهذا ما نراه في مبادرات العفو عن معظم نزلاء المؤسسات العقابية قبيل أيام العيد، للسماح لهم بالابتهاج بالعيد قريباً من أسرهم وأرحامهم، ولإعطائهم فرصة جديد للانخراط في الحياة الاجتماعية، بعيداً عن عالم الجريمة والانحراف.


وإذا كانت قيادتنا الحكيمة تضرب أروع الأمثلة في التسامح والعفو عن الآخرين، فإننا اليوم بحاجة إلى تطبيق مبدأ التسامح مع الأسرة والجيران والأصدقاء وزملاء العمل، فالحياة من دون تسامح وعفو عن الآخرين حياة شاقة ثقيلة على النفس، فقط تخيل نفسك تتجاهل في يوم عيد أخاً أو صديقاً أو زميل عمل كنت تحمل له يوماً ما من الود والمعزة الشيء الكثير.


ونحن نبتهج بأيام العيد نحتاج لأن نُنَقّي قلوبنا من جميع الأحقاد والخلافات والعداوات مع الآخرين، وأن يكون مشروع التسامح والعفو هو مشروعنا الرابح في هذا العيد.