الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قمة مكة.. وصناعة المستقبل

هيمنت على قمة مكة قدسيتان، قدسيَّة الزمان وقدسيَّة المكان، كون السعوديَّة دولة قياديَّة ومرجعيَّة روحيَّة، وتمثل هذه القمة تأسيساً لمرحلة عنوانها المستقبل، بكل تغيُّراته وتحدياته، بهدف توليد الأفكار، وإيجاد الحلول لكل القضايا الشائكة، وتعزيز الشراكات المستقبليَّة.

فما من أمة تمكنت من تحقيق حضور بارز على الساحة العالميَّة في المجالات المختلفة، إلا وكانت تمتلك خطَّة واضحة للمستقبل، ورؤية مكتملة الأركان للأمن من أجل العبور إلى الشاطئ الآخر للتنمية المستدامة.

ولهذا فإن قمة المستقبل لن ترضخ للمطالب الإيرانيَّة، ولن تسمح بتاتًا بالتراجع إلى الوراء، لأن ذلك قد يحقق للانقلابيين والمتطرفين والإرهابين مكاسب الدعم، ودفع عجلة التدمير والخراب للمنطقة بأسرها، المشروع التوسعي الإيراني لا بدَّ لنا من تقويضه، لكي نقلص من جغرافيَّة الصراع في الأقاليم العربيَّة، ولن ينتهي ما يحدق بالخليج من تهديدات ما دام مصدر الإرهاب ووكلاؤه ينعمون بطول السلامة والأمان!.

ولهذا شدد خادم الحرمين في كلمة القمة حينما قال: «إن عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة، هو ما قادَه للتمادي في ذلك والتصعيد».

الأزمة الإيرانيَّة ما كانت يومًا سحابة صيف عابرة، فالنزاع قديم تراكمي، منذ أمد طويل، ولهذا دشنت دول التحالف فصلاً جديداً من فصول التاريخ الخليجي والعربي، حينما اتحدت واتخذت قرارًا صارمًا ضد إيران، فلا مجال للمواقف الرماديَّة، أوالتراخي في تفعيل الأمن الحقيقي، والانتصار على هذا النظام الجائر، ومراجعة سياساته، وعدم التدخل في شؤون الدول، ووقف نشر الفوضى والطائفيَّة المقيتة.

بعد الآن لن يكون تفعيل الأمن والمستقبل شعارًا فقط، لأن هناك بوادر تكوين خريطة جديدة في المنطقة، فلولا الحزم والعزم من أهل البصيرة، حكام الخليج، ترفدهما إرادة قويَّة وثابة نحو تحقيق مستقبل أفضل للأوطان العربيَّة، لكان هناك ما هو أخطر وأعقد كثيرًا ينتظرنا في المستقبل القريب.