الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

لنعدْ إلى سعف النخيل

المصمم الهولندي «دايف هاكينز» كان في زيارة إلى جزيرة بالي في إندونيسيا، وصور هناك بالفيديو ليشرح ما حدث من تغيير في عادات الناس، أو بالأحرى كيف لم تتغير عاداتهم مع أن ما يشترونه تغير.

في الماضي كان سكان الجزيرة ومن حولها يستخدمون أوراق الأشجار وجذوعها لصنع صحون وأوانٍ يمكن رميها بعد استخدامها، وتعود للطبيعة، وتتحلل وتصبح جزءاً من الأرض التي يعيشون عليها.. ثم جاء «التحضر» ومعه البلاستك ولم تتغير العادات، رمي البلاستك في أي مكان كان طبيعياً لكن البلاستك لا يذهب ولا يتحلل بسرعة.

المصمم شارك في حملة تنظيف للشاطئ، تنظم أسبوعياً هناك، وخلال ساعة جمع المتطوعون ما يزيد قليلاً على الستين كيلوغراماً من المخلفات أكثرها من البلاستك، المصمم يقول: على الناس تغيير طريقة تفكيرهم، للتأقلم مع العالم الحديث واستخدامه للبلاستك، وهنا لا أوافقه في هذه النقطة.


على العالم أن يعود لما كان عليه قبل البلاستك، استخدام المواد الطبيعية والمتجددة، وهو نوع من التحضر تركناه لنستخدم شيئاً أكثر سهولة علينا لكن أثره السلبي سيبقى لقرون .. فكل ثقافة لديها صناعات تقليدية، هنا في الخليج مثلاً استخدمنا سعف النخيل لصنع أدوات منزلية وسلال وحتى البيوت، حتى مع التغير الكبير الذي عاصرناه في العقود الماضية لا يزال البعض يستخدم أدوات صنعت من سعف النخيل.


مؤخراً بدأتُ ألاحظ مبادرات العودة لاستخدام مواد طبيعية في التغليف، فمثلاً قرأتُ عن متجر في فيتنام يغلف الخضار والفواكه بأوراق الموز، وهناك من يبيع أكياساً من القطن يمكن إعادة استخدامها لشراء أي منتجات زراعية بدلاً من الاعتماد على أكياس البلاستك التي تستخدم لمرة واحدة.