الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

بقاء العرب .. واندثار الأتراك!

متى ما ذُكرت الأندلس شعر العرب والمسلمون بشيء من الفخر والزهو على حقبةٍ كانت الحضارة الإسلامية تعيش فيها أوج تقدمها وازدهارها.

تبقى الأندلس واحدة من الحواضر الإسلامية التي أنشأها العرب إلى جانب تلك التي أقاموها في بغداد والشام ومصر وغيرها، وهناك شبه إجماع من جميع المؤرخين بأن التاريخ لم يشهد انتشاراً لحضارة على بقعة منتشرة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب في مدة لا تتعدى نحو قرن واحد من الزمن مثل ما فعل العرب.

لقد اعتنقت أغلبية الشعوب الدين الإسلامي عن قناعة وبقيت عليه حتى اليوم، وعلى النقيض الآخر، نُشاهد الإمبراطورية العثمانية التي اكتسحت أوروبا حتى بلغت مشارف فيينا، خرجت من تلك الأراضي الأوروبية الشاسعة، دون أن تترك أثراً يُماثل ما تركه العرب في البلاد التي فتحوها، وأيضاً دون أن تدخل تلك الشعوب الإسلام مثلما فعلت الشعوب التي حُكمت من العرب المسلمين.


قد يجد المرء شيئاً من الصعوبة في تفسير هذه الظاهرة، أي بقاء آثار العرب على الأرض التي فتحوها وعلى أهلها، بينما يكاد لا يكون هناك أي أثر للأتراك في البلاد التي وقعت تحت حكمهم لفترات طويلة.


السبب الجوهري هو اللغة العربية، لغة القرآن، وكذلك ما حملته ثقافة الإنسان العربي بكل ما فيها من فضائل، لذلك كانت لأخلاق العرب التي تشرّبوها من ثقافتهم وقرآنهم الفضل الأكبر في بقاء آثار العرب في البلدان التي فتحوها، وهذا على عكس الأتراك.