الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

النجاح مطلب والتميز حاجة

لم تعد وثيقة التخرج كافية لتنال وظيفة كنت تحلم بها أو لتحصل على مكان مرموق نتيجة لتفوقك، ولعل السبب في مثل هذه الحالة ـ دون تعميم ـ يعود إلى نوع الدراسة ومدى الحاجة للتخصص في سوق العمل، لكن حتى تلك التخصصات المطلوبة في مجالات مثل الطب أو الهندسة ونحوها، ستجد من بينهم من يبحث عن مكان ووظيفة، ودوماً تكون الخبرة معضلة وعقبة.

في هذا العصر ضعُفت مكانة الشهادة العلمية، وإن كانت متطلباً أولى لتحديد المزايا الوظيفية وتوضع كشرط أولي، إلا أننا نعلم جميعاً ومتعارف على نطاق واسع أنها لم تعد المتطلب الوحيد، أو ليست هي الورقة الأهم في سيرتك الذاتية.

الشهادة الجامعية عامل مساعد، لكنها ليست المفتاح الذي سيفتح الأبواب المغلقة، الشهادة الجامعية تثبت أنك درست وتعلمت في هذا التخصص، ولكن في سوق العمل الأولوية لمن يحمل الشهادة ذاتها وله خبرات عملية، وكأن السنوات التي أمضيت في الدراسة والتعلم عبث أو دون فائدة، لا أريد من هذه الكلمات بث السوداوية والإحباط، لكنني بمثل هذا السيناريو أضع واقعاً نشاهده ونقرأ عنه بين وقت وآخر، والنصيحة الذهبية في هذا السياق هي التعلم والدراسة بجد واجتهاد وفي اللحظة ذاتها العمل والالتحاق بالوظائف المؤقتة التي يعلن عنها خلال أوقات العطل المدرسية، وإن لم تجد وظائف قم بالالتحاق ببرامج التطوع.


قبل بضعة أيام التقيت صديقة قديمة وسألتها عن أبنائها وأحوالهم، فأبلغتني أن أحدهم أنهى دراسة الحقوق، وأنه وجد وظيفة في إحدى الدوائر الحكومية وهو فرح جداً، فقلت بعفوية ما شاء الله تبارك الله، يظهر أنه أنهى الجامعة بتفوق وامتياز، فقالت: لا، لقد كانت درجاته جيدة ويوجد من أقرانه من هو أكثر تفوقاً، لكن ابني كان خلال العطل الدراسية ومنذ السنة الأولى يتوجه إلى أحد مكاتب المحاماة ويعمل عندهم حتى دون راتب. وهكذا أنهى الدراسة الجامعية، وأيضاً كان معه خطابات تثبت أنه كان يتدرب ويمارس العمل. ابن صديقتي بدأ في بناء سيرته المهنية ولم ينتظر أن ينهي الدراسة الجامعية، لذا كان مكسباً لأي جهة، وهذا الذي أشير إليه وأنصح فتياتنا وأبناءنا .. النجاح مطلب، ولكن التميز أكثر إلحاحاً.