الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

ما السبيل لمنع التهديدات الإرهابية؟

في بداية الأسبوع الماضي، تمكنت السلطات الأمنية المغربية من تفكيك خلية موالية لتنظيم «داعش»، بكل من الرشيدية وتنغير (جنوبي المغرب)، تتكون من ثلاثة متشددين أعمارهم بين 26 و28 سنة، انخرطوا في الدعاية والترويج للخطابات المتطرفة لـ «داعش»، وكانوا يسعون إلى استقطاب وتجنيد عناصر أخرى ضمن الخليَّة نفسها، استعداداً لتنفيذ اعتداءات إرهابية بالمملكة.

وفي نهاية الأسبوع نفسه، ألقت الشرطة البلغاريَّة القبض على فتى، عمره 16 عاماً، يشتبه في انتمائه أيضاً لتنظيم «داعش» في مدينة بلوفديف، جنوبي البلاد، بعد إبلاغ والده عن تخطيطه لشن هجوم بعبوات متفجرة تزن 14.5 كيلوغرام، تشبه تلك المستخدمة في الهجمات الإرهابية في بلجيكا وفرنسا، وفي التفجير الذي استهدف مجموعة سياح إسرائيليين في مدينة بارغاس البلغارية.

أما في مصر، فقد تمكَّنت يد الإرهاب الغاشم، في منتصف الأسبوع ذاته، من استهداف ثمانية من رجال الأمن ممن ضحّوا بحياتهم في سبيل إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف الوصول إلى المدنيين، صبيحة عيد الفطر، في مدينة العريش، حيث ينشط موالون لتنظيم «داعش» الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم.


نحن إذن أمام ظاهرة إرهابية عالمية، تجد نفوساً مريضة قادرة على تبني فكرها والانبهار بأطروحاتها، والتفاني في تنفيذ مخططاتها حول العالم.


ظاهرة الإرهاب تبدأ عادة بفكرة ثم تتطور إلى سلوك مظهري، ثم إلى عمل إجرامي يقترفه كثيرون من المهيئين بحكم تكوينهم الديني، أو ما تمَّ حشوهم به من أفكار وجدوا لها أصولاً في التراث الإسلامي، أو تم تحريف معانيها أو تم اجترارها من سياقها الزمني لتطبيقها في زمان ومكان تجاوزته الأحداث والتغيرات التي شهدها العالم.

والأكثر سوءاً أنه لا يمكن في الحرب على الإرهاب الاعتماد فقط على اليقظة الأمنية في تفكيك الخلايا الإرهابية، أو التصدي للعمليات الإرهابية قبيل تنفيذها، فالمواجهة الاستخباراتية والأمنية والعسكرية على أهميتها، إلا أنها وحدها لن تستطيع القضاء على ظاهرة باتت أكثر تعقيداً، وأكثر تمدداً جغرافياً من كل ما سبق.

نحن بحاجة، في مواجهتنا للإرهاب، إلى خوض مسار موازٍ للمسار الأمني، قد يكون أكثر جدوى وفاعلية، وهو الحرب الفكرية، فسوء التفكير يؤدي إلى التكفير، والتكفير يؤدي إلى التفجير، أما الوصول إلى الوعي بحقيقة الإرهاب التخريبية، مقابل ما يتم اقترافه باسم الدين من مغالطات، فقد يمنع انجراف الكثيرين نحو الفكر التكفيري، وبالتالي الإرهابي.