الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الاستقامة.. والتقويم المثالي للجسم

إن سعي الإنسان إلى الكمال الصحي الدائم يعتمد على تحقيق التكامل بين عاملين رئيسين، العامل الأول: التوازن الداخلي لأعضاء الجسد وهو عامل بطبيعته كيميائي، والعامل الثاني: الاستقامة والتقويم المثالي للجسم، وهو عامل فيزيائي بطبيعته، فأي خلل في منظومة الاستقامة الخارجية للجسد سيكون له بالضرورة تأثير داخلي.

وقد يسبب هذا الخلل للفرد الكثير من الأمراض المزمنة إذا لم يعالج، وأساس هذه الاستقامة للجسم هو الهيكل العظمي.. هذا التصميم الأكثر تطوراً وتعقيداً وصلابة ومرونة وخفـة، والذي حيّر علماء الهندســة والطبيعة.

إن التقدم الهائل في التكنولوجيا الطبية منح لنا رؤية غير مسبوقة في فك بعض الشيفرات في النظام التكويني للجسد، فأيّ انحراف أو ميلان لأحد العظام أو الفقرات أو الأضلع، وإن كانت بدرجة بسيطة فإنها تتسبب في خروج عن منظومة الاستقامة للهيكل العظمي.


تشير الإحصاءات في دولة الإمارات إلى أن طفلاً من كل ألف طفل مصاب بداء السكري، وأن العدد في تزايد، وأسباب إصابة الأطفال بداء السكري تثير حيرة العلماء، الذين يحاولون البحث عن السبب، وقد استنتجت دراسة أخيرة أن ثقل المحفظة «الشنطة» المدرسيــة وضغطها على الفقرات الصدرية من العمود من الخامسة إلى التاسعة، لا يتسبب في تشوه العمود الفقري فقط، وإنما قد يعطل عمل البنكرياس.


يقول الدكتور جاك جيسري في كتابه عن «الربو» الذي أصدره في عام 1997م، إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الربو التهاباً مزمناً للأنسجة الرئوية كما يحاول الطب اعتباره، لأن الالتهاب رد دفاعي وليس سبباً بحد ذاته، كما أنه تفاعل طبيعي للجسم رداً على معلومات غير طبيعية، يفترض أنها من الظفيرة الرئوية، لكن تكون هذه المعلومات آتية من تأثير خلل في الهيكل العظمي.

ويستنتج جيسري أن الربو نتيجة ميلان خلع بسيط، قد يكون غير ظاهر للأضلاع الأول والثاني والثالث، وفي 90 في المئة تكون هذه الأضلاع في الجهة اليمنى، كما انتهى جيسري في أبحاثه إلى أن حالة الإكزيما والصدفية تحدث نتيجة ميلان الحوض، وكذلك خلل في القفص الصدري من الأضلاع من الأول إلى التاسع.

كذلك هناك الكثير من حالات العقم تكون مرتبطة بانحراف الهيكل العظمي وميلانه وخاصة في منطقة الحوض.

الملاحظ أن التطور الصيدلي الكيميائي الهائل خلال المئة سنة الأخيرة، وظهور الكثير من الأدوية والعقاقير، كل ذلك لم يقم بحل المشكلة كعلاج لبعض الأمراض المزمنة، بل أدّى إلى ظهور سلسلة من الأمراض الجديدة المرتبطة بالآثار الجانبية للأدوية.