الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

مسؤولية مشاركة المعرفة

مسؤولية مشاركة المعرفة
مقطع فيدو انتشر على المواقع، فيه أحدهم يُفتي بفتوى، وعند سؤاله عن المصدر، قال: «لا يُوجد مصدر، دا من عندي، جدعنة»، و«جدعنة» هنا يقصد بها الشهامة، يا لها من شهامة، فبساطة هذا الرجل صوّرت له أن بإمكانه إصدار فتوى بهذه السهولة.

درسٌ تعلمته عندما زرت أمي «وداد محمد العشي» وهي في الخامسة والسبعين من العمر، وكانت على فراش الموت، عندما وجدت في غرفتها على المكتب ثلاثة كُتب، في كلٍّ منها توجد علامة على الصفحة التي وصلت إليها في القراءة، حينها سألتها: هل تقرئين الكتب الثلاثة قي الوقت ذاته؟ فأجابتني جواباً تضمن درساً لم أنسه طوال حياتي، إذ اعتبرَت أن المعرفة ليست لنا فحسب، بل لا بد من أن تمتد للآخرين، ولكن لا يجوز تناقل معارف غير دقيقة، بلا مصدرٍ مؤكد، فهي مسؤولية نُسأل عنها، لذلك فهي كلما وصلت لمعلومة حرصت على البحث في أكثر من مرجع حتى تتأكد من صحتها، حينذاك فقط؛ تملك الحق في نقلها للآخر، ونقل المعرفة واجب، لكنه واجبٌ ثقيل ومسؤولية، فلا نسهم في نشر معلومة غير دقيقة، فقد يتم البناء عليها.

يا لكثرة المعلومات غير الصحيحة التي توردها لنا المواقع، وقد تؤدي بعضها للإيذاء من دون وعي، خاصة تلك المتعلقة بالصحة مثلاً، ليتنا نولي هذا الأمر اهتمامنا ونتحمل المسؤولية فيه، فكم من معلومة خاطئة، أدت إلى الخطر.


المعرفة هي جزء من مهامنا في هذه الحياة، كي نبني الحضارات فيرتقي الإنسان، وليس أخلاقياً أن نشارك الآخرين معلومات خاطئة، لا بد لنا من أن ندرك ذلك.