الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

الضجَّة الدرامية.. ثم ماذا؟

الضجَّة الدرامية.. ثم ماذا؟
بعدما طال الدراما الخليجية في السنوات القليلة الماضية من انتقادات لسطحية معالجاتها النصية، ومبالغات بعض الطواقم التمثيلية في الأداء واللباس والمكياج، وهي أمور تعتبر عناصر رئيسة في مفاصل العمل التلفزيوني والسينمائي، وتركيز كثير منها على العلاقات الأسرية الفاشلة والخيانات الزوجية أو اتجاه بعضها الآخر إلى الأعمال الفكاهية الخالية من المعالجة الاجتماعية النقدية، جاءت في السنتين الماضيتين لتفاجئ الجمهور بجرعات درامية ذات مضمون مختلف حظي بإشادات متفاوتة قابلتها ضجة وموجات غاضبة أخرى.

«العاصوف»..هذا المسلسل السعودي الذي نال مشاهدات كبيرة لمحاكاته أحداثاً اجتماعية وسياسية في مرحلة زمنية تبدأ من 1975، نجح في إعادة الدور الحقيقي للدراما بتنوير أفراد المجتمع وتعريف الأجيال الحالية بالقضايا والأحداث التاريخية التي لا تزال تلقي بظلالها على واقعنا اليوم، فعرض المسلسل إرهاصات الصحوة حينما تطرق لمؤامرات جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة، وقصة اقتحام جهيمان العتيبي للحرم المكي، ليحدث هذا العمل عاصفة في منصات التواصل فيكون بذلك قد حقق نجاحاً إن قسناه على هذا النحو المعياري المباشر.

ومعه جاء مسلسل «دفعة القاهرة» الذي لامس في جزء منه أحداث العدوان الثلاثي على مصر وانضمام مجموعة من الشباب الكويتي إلى المقاومة الشعبية، ليذكّر بفترة تاريخية لا تنسى في المشهد العربي.


هكذا هي الدراما الصحية إن وجدت أحداثاً تاريخية استندت إليها وغذّتها بسيناريو مشوق محبوك بذكاء وعاطفة ومطعّم بعناصر بصرية موظفة باحترافية.. فاليوم باتت المهمة في تقديم الوقائع بدون بهارات صعبة في الوقت الذي غدا فيه كل فرد متحرياً وصحفياً، مع الانفتاح الرقمي الكبير، والتصيُّد الدقيق للأخطاء الفنية وعناصر المكان الذي يعكس زمن محاكاة الحدث.