السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

إدارة الحياة اليومية بذكاء

تبادر إلى ذهني تساؤل توقفت ملياً عند الإجابة عليه، لأنني أجزم بأن وضع نعم أو لا لن يكون دقيقاً وشافياً رغم أن السؤال يحتمل الإجابة بنعم أولا، وهكذا هي بعض الأسئلة تزيد من حيرتنا ولا تقدم كشفاً ولا معلومة جديدة أو تعجز عن سد فراغ في معرفتنا الناقصة.

يقول السؤال: هل نحن أناس عفويون؟! أولاً ما هي العفوية، عند البحث عن الإجابة وجدت تعريفات كثيرة تدور حول هذه المفردة، وفي المجمل هي حديث الشخص براحة ودون أي تردد أو أي مخاوف، وأيضاً دون أكاذيب أو تصنع ولف ودوران.

الشخص العفوي يتحدث بكلمات سهلة تنساب منه بهدوء ووضوح، لا يضع حسابات مسبقة ولا ينمق الكلمات والجمل لجذب المستمعين لإعجابهم، وأكثر ما شدني أن أصحاب هذه الشخصية في العادة يتمتعون بنقاء وصفاء روحي كبير ولديهم شفافية بالغة وبساطة في التعامل مع المواضيع المختلفة، فضلاً عن طيبة قلب وابتسامة يمكن للآخرين ملاحظتها بسهولة. وبالتالي، فإن هذه الفئة بعيدة تماماً عن الأفكار السيئة أو المؤذية، ومن هنا يكتسبون الصداقات المتعددة لخفة دمهم أو لعدم تعقيدهم أو تصادمهم مع الآخرين.


ومن هنا أعود للسؤال: هل نملك حس العفوية في حياتنا؟ أعتقد أننا في كثير من جوانب حياتنا غير عفويين بل إننا ندقق في كل شيء ولا نتغاضى ولا نمرر أي موضوع. الجانب الثاني يتمثل في أننا نحب التفاصيل وكما يقال في التفاصيل تكمن الشياطين. والحقيقة أن عدم ممارستنا للعفوية يعني المزيد من الألم والمزيد من الإرهاق الذهني والمزيد من التعب الروحي وأيضاً المزيد من الخلافات والمشاكل البينية. ورغم أن العفوية تجلب السلام والراحة وتحقق لنا الاستقرار الذهني، إلا أننا لا نمارسها ولا نتوجه نحوها. ولا تعني العفوية أن تتخلى عن حقوقك ولا أن تهمل واجباتك الحياتية سواء داخل منزلك أو في مقر عملك أو نحوها، ولا تعني الصمت عن التنمر أو القسوة التي قد تتعرض لها، في الحقيقة هي تعني مهارة إدارة الحياة اليومية بذكاء وهدوء.. أعتقد أننا نحتاج للتعود على التعامل بعفوية وتدريب النفس على ذلك السلوك لأننا في خضم هذه الحياة المتوترة نحتاج للعفوية.